وفاة أم نتيجة الضرب والحرق والتجويع في منزل ابنها
باشرت محكمة الجنايات في دبي محاكمة موظف هندي (29 عاماً) وزوجته (28 عاماً)، بتهمة تعذيب والدته بالضرب والحرق والتجويع والإهمال حتى أصاباها بكسور متعددة في الضلوع ونزيف في العضلات وتجمع دموي على سطح الرحم، وحروق من الدرجة الأولى وخلع كامل للعدسة البصرية بالعين اليمنى وجزء من العين اليسرى وإصابات أخرى متعددة أسفرت عن وفاتها، وتصرف الابن المتهم بلا مبالاة حين عثر على أمه في حالة صعبة تبكي من فرط الألم، ولم يتدخل في عملية نقلها إلى سيارة الإسعاف، بحسب تحقيقات النيابة العامة وإفادات شهود العيان.
وأحالت النيابة العامة في دبي الابن وزوجته إلى محكمة الجنايات بتهمة ارتكاب جناية اعتداء أفضى إلى الموت.
وقالت شاهدة عيان تعمل موظفة في مستشفى دبي، إن زوجة الابن (المتهمة الثانية) حضرت إلى شقتها وأخبرتها بأنها جارتها وتريد منها الاعتناء بطفلتها الصغيرة، لأن والدة زوجها حضرت إلى الدولة لرعاية الطفلة، لكنها أهملتها حتى مرضت الطفلة.
وأضافت الشاهدة أنه بعد يومين أو ثلاثة اتجهت إلى غرفة نشر الملابس، ففوجئت بامرأة مسنة في حالة يرثى لها، شبه عارية، وكانت تبدو آثار حروق على نصفها السفلي، فتحدثت معها لكن المرأة خافت وانسحبت إلى شقة ابنها (المتهم الأول)، فتوجهت الشاهدة برفقة رجل الأمن وطرقا باب جميع الشقق حتى وصلا إلى شقة المتهمين، وعند فتح الباب فوجئوا بالمرأة مستلقية على أرضية الصالة، وكان ابنها موجوداً فسألتها عن سبب إهمال المجني عليها بهذه الطريقة، فأجابها بأنها أمه وتقيم معه وهي تفضل النوم على الأرض.
وأشارت الشاهدة إلى أن المتهمة الثانية دخلت في تلك اللحظة فسألتها عن سبب الحالة التي بها المجني عليها، فأجابتها بأنها تفضل البقاء على الأرض، فاتصلت الشاهدة بالإسعاف، وتم نقل المرأة في حالة حرجة إلى المستشفى، وكان الساري الذي ترتديه ملتصقاً بجسدها المحترق، وتتألم بشدة وتبكي عند لمس جسدها وتصرخ، لافتة إلى أن ابنها لم يرافقها إلى مركبة الإسعاف، فتحدثت إلى المسعفين الذين تحدثوا معه وطلبوا منه الانتقال معهم إلى المستشفى.
وقالت طبيبة في مستشفى راشد في شهادتها أمام النيابة العامة إن المجني عليها كانت في حالة هزال وضعف عام حين نقلت إلى المستشفى وعلى وجهها علامات خدوش في الوجه والرقبة وحروق من الدرجة الثانية في الفخذين ومناطق أخرى، فتم إعطاؤها مسكنات وإحالتها إلى قسم الحروق وإعطاؤها العلاج إلا أنها كانت تتألم كثيراً ولا تستطيع الحركة.
وأفادت موظفة في مؤسسة دبي للإسعاف، بأنها شاركت في نقل المجني عليها إلى المستشفى، وكانت الأخيرة تتألم بشدة، وآثار الحروق على جسدها، وبسؤال ابنها عن سبب الحروق الموجودة بساقي والدته، قرر أنها نتيجة سكبها للماء الساخن على جسدها، وكان في حالة لا مبالاة، إذ توقف بعيداً عنها أثناء نقلها ولم يكن متأثراً بحالتها كما أنه لم يساعد في عملية نقلها إلى كرسي الإسعاف رغم أن الجيران تدخلوا وقاموا بالمساعدة.
وذكر خبير الطب الشرعي أنه تبين من خلال الفحص الظاهري والتشريحي للمجني عليها أنها مصابة بسحجات في العنق والوجه، وحروق من الدرجتين الأولى والثانية تغطي 10% من جسدها، وكسور في الضلوع والعمود الفقري، وتأكد تعرضها للاعتداء أكثر من مرة في فترات زمنية متفاونة تسبق نقلها إلى المستشفى، كما تعرضت لإهمال واضح وتجويع، ما أدى في النهاية إلى وفاتها.