منوعات

قصة هندوسي بنى 90 مسجدا…

لم يكن أحد داخل الهند وخارجها يتصور أن هندوسيا متعصبا شارك في قيادة العدوان على مسجد بابري التاريخي بالهند قبل 25 عاما سيعتنق الإسلام في يوم من الأيام.
ولم يكن أخصب كاتبي سيناريوهات الأفلام الهندية خيالا يعتقد أن هذا الهندوسي المتعصب سيُكفِر عن جريمته ليس فقط باعتناق الإسلام بل وبناء عشرات المساجد، وأن ينذر نفسه للدعوة إلى الإسلام والدفاع عن المساجد في ربوع الهند الواسعة.

محطات في سيرة كار سيفاك (محمد عامر، بعد اعتناقه الإسلام) تستحق التوقف عندها منذ ميلاده في قرية قريبة من بانيبات حيث عمل والده دولت رام مدرسا وكان أحد أتباع الزعيم الراحل غاندي.

القاسم المشترك في تلك المحطات هو التحاق سيفاك بالحركات الهندوسية القومية المتطرفة في سن مبكرة، وتنقله بينها وصولا إلى أقصاها تطرفا حتى توجها بأن يكون واحدا ممن قادوا الحملة لتدمير المسجد قبل 25 عاما.

ومن أبرز تلك المنظمات التي انتمى إليها “راشتريا سوايامسيراك سانغ” التي يرمز إليها اختصارا بـ (آر أس أس) وهي أكبر المنظمات الهندوسية الأصولية المتشددة وأقواها.

وتقتصر عضوية تلك المنظمة على الذكور وتعد الملهم العقائدي لحزب بهاراتيا جاناتا وتعني “القومي الشعبي الهندي” وكل المنظمات والروابط الهندوسية الأصولية والمتطرفة حيث تدعو إلى الولاء القومي المطلق والمحافظة على الثقافة الهندية.

وتنشط فروع “آر أس أس” والمنظمات التي تتجمع تحتها في عملية إرغام الأقليات على اعتناق الهندوسية، وتزعم أن ما تقوم به هو إعادة الهندوس إلى دينهم الأصلي بعدما كان أسلافهم قد أرغموا على اعتناق الإسلام أو المسيحية، ولهذا السبب لا يصفون مراسم تغيير الدين بذلك المصطلح بل بـ “العودة إلى الدار”.

أصبح كار سيفاك لاحقا قياديا في حزب “شيف سينا” المغالي في تطرفه اليميني والذي يعرف عن مؤسسه إعجابه الشديد بالزعيم النازي الألماني أدولف هتلر.

وحول دوافع تقلبه ومشاركته في تلك المنظمات المتطرفة، يقول لمجلة “إنديا توداي” في عددها الأخير “كنت قد شاركت لأنني شعرت بقوة بهذا الأمر، لكني أدركت لاحقا أنني كنت مخطئا”.

اليوم المشؤوم
يصف محمد عامر مشاركته في هدم مسجد بابري في 6 ديسمبر/كانون الأول 1992 باليوم المشؤوم، ويقول إنه وصل إلى أيودا قبل هذا اليوم بحوالي أسبوع للانضمام إلى الآلاف من المتعصبين الهندوس الذين قدموا من من جميع أنحاء البلاد لهدم المسجد.

ويقول أيضا “كنا نخشى أن يكون قد تم نشر قوات من الجيش بأعداد كبيرة في المسجد ومحيطه، ولكن على الأرض لم يكن هناك أي من قوات الأمن، مما أعطانا دفعة، وكنا مستعدين عقليا لهدم المسجد في ذلك اليوم”.

ويضيف كار سيفاك (سابقا) أنه كان أول من تسلق القبة الوسطى للمسجد، وقام مع آخرين لحقوا به بهدمها بالفؤوس.

وبعد أن أتم مهمته التي يخجل منها حاليا وارتد عائدا إلى بلدته استقبل استقبال الأبطال، وفق قوله. وقال “ولكن في المنزل، صدمني رد فعل عائلتي، فقد أدانت أسرتي العلمانية أفعالي”.

انقلاب
يقول محمد عامر “أدركت لاحقا ذنبي أنني قد اتخذت القانون في يدي وانتهكت دستور الهند، واعتنقت الإسلام”.

محمد عامر ليس وحده الذي تحول إلى الإسلام، فهناك أيضا صديقه محمد عمر الذي كان يدعى يوجندرا بال، حيث سبق وتعهدا ببناء معبد رام في أيوديا بعد هدم مسجد بابري.

الصديقان تعهدا بعد اعتناقهما الإسلام لاحقا ببناء مئة مسجد في البلاد، وهما يعتبران ذلك محاولة لتطهير النفس من الخطايا، وقد بنيا منها تسعين مسجدا حتى الآن.

يبقى التذكير بأن محمد عامر متزوج من امرأة مسلمة ويدير مدرسة لنشر تعاليم الإسلام. 

الجزيرة

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى