زيادة حالات الانتحار بتركيا بالأعوام الخمسة الأخيرة
رفضت الجمعية العامة التركية للأبحاث اقتراح نائب رئيس مجموعة في حزب الشعب الجمهوري المعارض، أوزقور أوزيل، التحقيق في أسباب زيادة حالات الانتحار خلال 2011 – 2017 في تركيا.
وأثار رفضها جدلاً كبيراً، حيث أرجعت بعض المصادر السبب إلى الشروط الداخلية من المواد ذات الصلة بميثاق الجمعية.
أما أوزيل فقد أبدى ردة فعله على رفض الاقتراح قائلًا: “لا تشير مشكلة الانتحار إلى المشاكل النفسية فحسب، بل تشير إلى مشاكل التركيبة الاجتماعية. وبالطبع فإن حالات الانتحار تحدث بمعدل معين في كل المجتمعات، وتتغير من مجتمع لمجتمع. ومع ذلك، فإن زيادة حالات الانتحار في أي بلد تشير إلى عدم وجود سياسات اجتماعية عامة في ذلك البلد، وكذلك تؤثر السياسات العامة على الأفراد، وهنالك زيادة خطيرة في معدل حالات الانتحار”، بحسب تعبيره.
في هذا السياق، علقت نائبة المجموعة عن حزب الشعوب الديمقراطي (الكردي)، أيهان بيلقين، على ذلك قائلة: “هنالك صحافيون اعتقلوا لأنهم نشروا أخباراً عن هذا الموضوع، وأيضاً هنالك معتقلون كثر سجنوا لأنهم تطرقوا إلى مواضيع تتحدث عن إساءة معاملة الأطفال، كـ “الاعتداء الجنسي” في سجن بوزانتي في مدينة أضنة (جنوب تركيا).
كما أن لحالات الانتحار أبعاداً نفسية، بيد أنه لا ينبغي أن تكون للأبعاد النفسية دور لمنع مواجهة مشكلة بحد ذاتها. وما لم يتم البحث والتقصي في المشكلات السياسية والاقتصادية فبالتأكيد سينظر لها من جانب إيذاء النفس، فمن الضروري أن يكون هنالك إرادة لحل المشكلات التي تدفع المجتمع نحو هذه المشاكل. وهذا يتطلب أولًا تحديد أسباب المشكلة بشكل صحيح. ولا يجب أن يتم العمل على إخفاء الموضوع عن المجتمع حيث إنه من الضروري محاولة فهم ذلك، وتوعية المجتمع بمسؤوليته، وما هي الأسباب الخطيرة التي تدفع الأشخاص إلى الانتحار؟”.
آلاف الحالات
وأشارت المصادر إلى أن عدد محاولات الانتحار في الخمس سنوات الأخيرة بلغ 60 ألفا و850 حالة، لقي 16 ألفا و28 شخصاً منهم حتفه. وأكد التقرير الصادر عن حزب الشعب الجمهوري، أن عدد العمال المنتحرين في أماكن عمالهم 278 شخصاً خلال الخمس سنوات الأخيرة. وعدد المعلمين المنتحرين في عام 2017 بلغ 42. ووفقًا للنائب رئيس حزب الشعب الجمهورين يلدرم كايا، فإن الأسباب المؤدية للانتحار هي المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والبطالة.
9 آلاف شخص.. أغلبهم في اسطنبول
من جهة أخرى، أشارت صحيفة يني تشاغ، استنادا على البيانات الواردة عن معهد الإحصاء التركي، أن عدد المنتحرين في تركيا خلال 2014 – 2017 بلغ 9 آلاف و479 شخصا، وأن أغلب حالات الانتحار حدثت في اسطنبول.
كما أفادت الصحيفة أن وزير الصحة، أحمد دميرجان، أجاب على سؤال النائب عن حزب الشعب الجمهوري، سزقين تانركولو، أن عدد حالات الانتحار خلال 2014 – 2017 هو 9 آلاف و479 شخصاً.
وذكرت أيضا أن عدد الرجال المنتحرين بين 2014 – 2017، بلغ 7 آلاف و41 شخصاً، والنساء ألفين و438. وأضاف النائب أن الأزمات الاقتصادية وانخفاض القوة الشرائية وغرق المواطنين في مستنقع الديون منذ 10 سنوات، أي منذ أن وصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، قد أدت إلى ارتفاع معدل الجريمة ونسبة حالات الانتحار.
البطالة والانتحار”
وذكر الدكتور زكي هوروز، في مقالة تحت عنوان “البطالة والانتحار” أن الأزمات الاقتصادية في البلاد، تزيد معدلات البطالة تدريجيا، مؤكدا أن حالات الانتحار ارتفعت بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 – 34 سنة، بنسبة 60 بالمئة. وقال: “تزداد تدريجيًا حالة البطالة والتكاليف المادية، وتؤدي هذه المشكلات في بعض الحالات إلى الانتحار”.
أمثلة عن حالات الانتحار
أقدم الشاب أيوب دال على الانتحار عن طريق إحراق نفسه بالبنزين بسبب البطالة، أمام مبنى بلدية غازي عنتاب الواقعة جنوب تركيا، على الحدود السورية التركية.
كما انتحر الشاب إقيمين ش. وعمره 35 عاما يوم 4 يونيو 2019 بإلقاء نفسه من الدور الثامن لمنزله في مدينة أضنة، إثر غرقه في الديون. إضافة إلى قيام شاب تركي عاطل عن العمل والذي لم يتمكن من مقابلة نواب في حزب العدالة والتنمية، رغم حصوله على موعد معهم، بمحاولة الانتحار من الطابق السادس في مبنى العلاقات العامة التابع للبرلمان التركي.
وأخيرا انتحر الشاب ب. ك. بإلقاء نفسه من جسر البسفور بعد أن أحرق سيارته، وزُعم أنه قام بذلك بسبب الأزمة الاقتصادية.