بحر الدنمارك يتحوّل لبركة دماء بسبب…
تحولت المياه بمحيط جزر فارو النائية التابعة للدنمارك، إلى اللون الأحمر الدامي، جراء ذبح الصيادين عشرات الحيتان والدلافين كجزء من تقاليد تعود إلى قرن الزمان.
وألقى الصيادون الحيتان على الشاطئ بعد تقطيعها إلى شرائح، بينما تجمع السكان المحليون لمشاهدة مراسم الصيد التقليدية، والتي تعود إلى استغلال الصيادين عبور الحيتان لشواطئ المياه الدنماركية أثناء هجرتها، فيحاصرونها بقوارب صغيرة لسحبها باتجاه الشاطئ وبدء عمليات الذبح التي تنتهي بتلوث المياه بالدماء، وفقًا لقناة روسيا اليوم.
تشهد جزر فارو التي تقع جغرافيا في شمال المحيط الأطلسي بين النرويج وإيسلندا، سباحة حوالي 100 ألف حوت قربها، بينما ينتهي مصير أعداد منها بالذبح، فيما يخضع صيدها لتشريعات تلزم الصيادين بالحصول على رخصة لممارسة الصيد، فيما أدانت جمعية الكوكب الأزرق عمليات الذبح، وقالت إن الحيوانات ذبحت بوحشية كبيرة.
وأضافت الجمعية في بيان إن حوالي 130 إلى 150 من الحيتان و10-20 من الدلافين ذات الجوانب البيضاء، ذبحت بوحشية وقسوة في جزر فارو، التي تعد جزءًا من مملكة الدنمارك -إحدى دول الاتحاد الأوروبي– يأتي ذلك على الرغم من قوانين الاتحاد الأوروبي التي تحمي الحيتان والدلافين.
ولا تعدّ عمليات الذبح في جزر فارو وحدها سببًا لنفوق الحيتان والدلافين، حيث انتشرت عالميًّا ما تعرف بظاهرة انتحار الحيتان، إلى أن أثبت علماء، بدراسة علمية جديدة، أن مرض يشبه ألزهايمر الذي يصيب البشر يصيب الدلافين، ما يفسر لغز لجوئها إلى الشاطئ.
وبنت الدارسة التي أجراها فريق بحثي من جامعة ميامي الأمريكية، تحليلها العلمي على احتمال وجود خلل إدراكي لدى الدلافين ناتج عن تناولها طحالب سامة، ما يؤدي بها إلى التوجه نحو الشاطئ، بعيدًا عن المياه العميقة مما يهددها بالموت.
وأوضح الباحثون، أن مواد كيماوية توجد في الطحالب التي تتناولها تؤثر على أدمغة الحيوانات البحرية، مشيرين إلى أن ارتفاع كميات هذه الطحالب، قد يحدث بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، والأسمدة الكيماوية التي يستخدمها المزارعون وتتأثر بها المياه.
وعكف الباحثون على تحليل عينات أخذوها من أدمغة 14 نوعًا من ثدييات بحرية نافقة على شواطئ، ولايتي فلوريدا وماساشوستس الأمريكيتين، وتبيَّن وجود صفائح تسمى «الأمايلويد» بأدمغة الدلافين، كإشارة على الإصابة بألزهايمر.
وأشار الباحثون إلى اكتشافهم تلفًا بالخلايا العصبية بفعل تلك المادة، منوهين بانتشار ملحوظ لأزهار الطحالب بعد تزايد معدل الاحتباس الحراري، وخصوصًا في منطقتي الشرق الصيني وأمريكا الشمالية.