ماذا تعرف عن عبد الله بن ناصر آل ثاني رئيس وزراء قطر؟
تشهد دولة قطر في السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً وتنافساً عالمياً في مجالات مختلفة، تعزز رغم الحصار المفروض عليها، في الوقت الذي تستعد بوتيرة عالية لاحتضان أكبر حدث رياضي في المنطقة عام 2022.
ولعل ما تعيشه قطر في السنوات الأخيرة من إنجازات كبيرة، أسهم فيها وجود أمير الدولة، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى جانب مسؤولين شباب، على رأسهم رئيس وزرائها الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، الذي يعد اليد الأولى في السلطة التنفيذية.
ويمتلك رئيس الوزراء القطري العديد من الإنجازات في مجالات مختلفة، والتي تمكّن من حصادها خلال رئاسة حكومته وما يملكه من خبرة واسعة لسنوات طويلة، أسهمت في تحسين الخدمات ومواجهة الحصار الذي تعيشه قطر منذ عامين.
من هو رئيس وزراء قطر؟
يعد الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، أول رئيس وزراء في قطر ووزير الداخلية في أول حكومة بعد تسليم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم في قطر لولي عهده آنذاك، الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، في 25 يونيو 2013.
قطر
يحمل درجة البكالوريوس في العلوم الشرطية من كلية درهام العسكرية في بريطانيا (عام 1984)، كما حصل عام 1995 على ليسانس حقوق من جامعة بيروت العربية، وشارك في أكثر من 23 دورة تدريبية تأهيلية وتخصصية خارجية وداخلية.
تدرّج في المراكز والرتب العسكرية وتولى مناصب عديدة؛ منها: مدير إدارة قوات الأمن الخاصة، في 7 يناير 2002، وقائد قوة الأمن الداخلي (لخويا)، في 6 سبتمبر 2004.
وفي 15 فبراير 2005، عُين وزيراً للدولة للشؤون الداخلية وعضواً في مجلس الوزراء، وفي 26 يونيو 2013، عين رئيساً لمجلس الوزراء وزيراً للداخلية.
مشاركاته الخارجية
في هذه الأيام يمثّل رئيس وزراء قطر بلاده في القمم الثلاث (الخليجية والعربية والإسلامية) التي تعقد في مكة المكرمة، بدعوة من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وجهها إلى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
مشاركة رئيس الوزراء هذه تعتبر الأرفع؛ إذ يزور السعودية لأول مرة منذ بدء الحصار، وهو ما احتسب نقطة إيجابية في خانة الدوحة، وتعبّر عن تغليبها مصلحة الخليج على الخلافات البينية.
وقالت وكالة الأنباء القطرية (قنا)، اليوم الخميس (30 مايو)، إن رئيس الوزراء القطري سيترأس وفد قطر في القمة الطارئة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والقمة العربية الطارئة، وفي الدورة الـ14 لمؤتمر القمة الإسلامية.
مثّل الشيخ عبد الله دولة قطر في الكثير من المؤتمرات والندوات والاجتماعات الإقليمية والدولية، ومنها ما تعلق بإعداد مشروع الاتفاقيات الأمنية لمكافحة الإرهاب في دول مجلس التعاون الخليجي.
كما شارك في المؤتمر الدولي الخاص بالأمن العام والإرهاب في نيويورك، وبرنامج الحماية والأمن الوقائي بنيويورك. وترأس وفد قطر في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في الرياض، كما شارك في مؤتمرات دولية مختلفة.
قطر
وينظم الشيخ عبد الله معرض ميليبول المخصص للأمن بالاشتراك مع فرنسا بالتناوب بين باريس والدوحة، وذلك منذ العام 1996.
إنجازاته الداخلية
يعرف الشيخ عبد الله بشغفه بالعمل، حيث يترأس اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، ومجلس إدارة نادي لخويا لكرة القدم، بالإضافة إلى رئاسة اللجنة الأمنية الخاصة بتنظيم قطر لكأس العالم 2022.
دشّن وافتتح الشيخ عبد الله بن ناصر منذ توليه منصب رئاسة الوزراء عدداً من المؤتمرات الوطنية والدولية، وعدداً من المشاريع الاقتصادية.
في نوفمبر 2014، أطلق باكورة المناطق الاقتصادية الخاصة، بوضع حجر الأساس للمرحلة الأولى في منطقة “رأس بوفنطاس” الاقتصادية الخاصة لقطاع التقنية والخدمات اللوجستية، كما افتتح، في ديسمبر 2014، مؤتمر عالم الاتصالات في مركز قطر الوطني للمؤتمرات.
يؤمن رئيس وزراء قطر بالعمل الجماعي، وهو ما قام به عقب توليه رئاسة الحكومة؛ من خلال إصدار قرار بإنشاء ثلاث مجموعات وزارية رئيسية، تتمثل في “المجموعة الوزارية لدعم وتحفيز القطاع الخاص، وأسند رئاستها له شخصياً، والمجموعة الوزارية للمشروعات الاستراتيجية، وكلف وزير المالية برئاستها، والمجموعة الوزارية لتحديد واستصلاح الأراضي، وكلف وزير البلدية والبيئة برئاستها.
تفرعت من هذه المجموعات مجموعات عمل أخرى، وكانت حصيلة عمل تلك المجموعات الانتهاء من مطار حمد الدولي، الذي افتُتح عام 2014، ومسارعة الخُطا للانتهاء من مشروعي الميناء والمترو، الذي افتُتحت مرحلته الأولى في شهر مايو الجاري.
كما تم العمل على الكثير من المشروعات الابتكارية؛ مثل “مشروع خزانات المياه الاستراتيجي، وبرنامج النافذة الواحدة، ومجمعات سكن العمال، وتوفير أراضٍ لسكن المواطنين (10.400 أرض جديدة)، وإنشاء شركة مناطق الاقتصادية (مناطق) لإدارة وتطوير مناطق اقتصادية في قطر لتسهيل ودعم نمو القطاع الخاص”.
قطر
تطوير الأمن
تصدرت قطر خلال السنوات الأخيرة المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤشر الأمن والسلم العالمي، الذي يُقيّم الدول وفقاً لمعايير؛ (مستوى الأمن والأمان داخل المجتمع، ومستوى الصراع المحلي، ودرجة التزود بالأسلحة والمعدات العسكرية)، وذلك لــ9 سنوات متتالية.
كما أحرزت دولة قطر، منذ تولي رئيس وزرائها منصبه كرئيس للوزراء ووزير للداخلية، مراكز متقدمة في الترتيب الإقليمي والعالمي بمؤشر التنافسية العالمية، خلال الأعوام (2014 – 2017)، في قطاعات مكافحة الجريمة والعنف والإرهاب.
وجاءت قطر في المركز الأول عالمياً في مؤشر الدول الأقل من حيث تكاليف أعمال الجريمة والعنف، وفي المرتبة السادسة عالمياً في مؤشر مكافحة الجريمة المنظمة.
تمكنت وزارة الداخلية التي يرأسها من تمكين الجمهور من الحصول على الخدمات إلكترونياً؛ عبر (موقع الوزارة الإلكتروني، وموقع حكومي وأجهزة الخدمات الذاتية، وخدمة مطراش2).
وساهمت خدمة “مطراش2″، في زيادة سرعة إنجاز المعاملات وتقليل وقت الحصول عليها، لتوفير عاملي الوقت والجهد لجمهور المتعاملين مع الوزارة، والتي تمكن المواطنين القطريين والوافدين من “إنجاز معاملاتهم عبرها وطلب توصيلها إليهم وهم في أماكن عملهم أو منازلهم”، وبلغ إجمالي الخدمات المقدمة عبر هذا التطبيق أكثر من 160 خدمة للمؤسسات والأفراد والهيئات والشركات.
مؤتمرات دولية رغم الحصار
استطاعت قطر خلال فترة الحصار الذي فرضته الدول الأربع؛ “السعودية والإمارات والبحرين ومصر”، كسر ذلك الحصار بإقامة مؤتمرات دولية في الدوحة، في ظل التحركات المستمرة لحكومة قطر، وعلى رأسها الشيخ عبد الله بن ناصر.
ويقول رئيس الوزراء القطري: إنه “على الرغم من استمرار الحصار المفروض علينا فقد نجحت الدولة في استضافة العديد من المؤتمرات والندوات الإقليمية والدولية، بالتعاون مع المنظمات والهيئات العالمية المرموقة”.
وكان أبرز المؤتمرات التي ذكرها بن ناصر الفعاليات المرتبطة بالمنظمات الأمنية كالإنتربول، والتي قال إن إقامتها في الدوحة “تدحض افتراءات دول الحصار بدعمنا للإرهاب، إضافة إلى المؤتمر الأول لأمن وسلامة الفعاليات الكبرى، إلى جانب مؤتمر الإنتربول العالمي لمكافحة الاتّجار بالبشر وتهريب المهاجرين، اللذين عُقدا بالتعاون بين دولة قطر والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول)”.
قطر
تجهيزات لكأس العالم
بصفته رئيس اللجنة الأمنية الخاصة بتنظيم قطر لكأس العالم 2022، أبرم رئيس وزراء قطر اتفاقية أمنية مع فرنسا، في نهاية مارس الماضي.
وتهدف الاتفاقية إلى “بناء شراكة استراتيجية للتحضير لكأس العام 2022، وإدارة أمن الحدث الرياضي الأبرز”.
وكانت الدوحة قد أبرمت اتفاقية مع لندن بشأن توفير الحماية الجوية خلال مونديال 2022، وسيقوم بموجبها طيارون قطريون وبريطانيون بطلعات مشتركة بمقاتلات “تايفون” لتأمين أجواء الدولة الخليجية خلال استضافتها “المحفل الكروي الكبير”.
وسبق أن قال رئيس الوزراء عبر تويتر إن بلاده تستعد لاستضافة كأس العالم بـ”تحقيق أعلى معايير الأمن والسلامة”.
كما أسهم في تسريع وتيرة إنجاز مشاريع كأس العالم 2022، وفي مقدمتها استكمال وتجهيز افتتاح ملعب “استاد الجنوب” في الوكرة، الذي افتتح في 16 مايو الجاري، بحضور أمير قطر، وأقيم حفل كبير بحضور شخصيات دولية.
وحصد منتخب قطر ضمن استعدادات كأس العالم بطولة كأس آسيا لكرة القدم، للمرة الأولى في تاريخ المنتخب القطري، بعدما قدمت الحكومة القطرية كافة الدعم لمنتخب بلادها لتمثيلها بشكل مشرف.
الاكتفاء الذاتي
واصلت حكومة الشيخ عبد الله بن ناصر المضيّ نحو تنفيذ رؤيتها المرتكزة على تحقيق الأمن الغذائي، متخطّية العديد من التحديات التي واجهت دولاً أخرى في العالم، حيث ركزت على النهوض بقطاعات الإنتاج الغذائي، وفي المقدمة منها القطاع الزراعي.
وتمكنت قطر من الاكتفاء في إنتاج الدواجن الحية والألبان، والتي بلغت 100%، وسط إطلاق لعدد من المشاريع لتحقيق الأمن الغذائي بقطر.
كما تتوقع الحكومة أن تصل نسبة الاكتفاء من الخضراوات إلى 70%، خلال السنوات الخمس المقبلة، مقارنة بـ24% حالياً، وتبلغ الثروة الحيوانية في قطر نحو 1.6 مليون رأس من الماشية، منها مليون رأس من الأغنام.
وكان عدد من رجال الأعمال في قطر اتجهوا لإنشاء مشاريع للإنتاج الغذائي، منذ فرض الحصار على قطر منتصف 2017، بعد دعوة وجهها لهم رئيس وزراء قطر.
قطر
فائض بموازنة 2019
في منتصف ديسمبر 2018، ظهر مؤشر آخر على قوة الاقتصاد القطري؛ فقد اعتمد أمير البلاد، الشيخ تميم، الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2019، والتي أعدتها حكومة الشيخ عبد الله بن ناصر.
هذه الموازنة جاءت وسط توقعات بوجود فائض بقيمة 4.3 مليارات ريال (نحو 1.2 مليار دولار)، وارتفاع الإنفاق 1.7% عن خطة موازنة العام الحالي، وفق وزارة المالية القطرية.
وبحسب تقرير حديث لغرفة تجارة قطر، فإن الصادرات “غير النفطية” للدولة نمت بنسبة وصلت لـ71% على أساس سنوي.
كما تطور قطاع السياحة في قطر، خلال الأشهر الماضية، متجاوزاً إغلاق دول الحصار خطوطها وحدودها الجوية والبرية والبحرية مع قطر، بفعل ما قدمته الحكومة من تسهيلات.
وبحسب تقرير للبنك الدولي صدر في أواخر العام الماضي، يرصد مؤشرات تنافسية السياحة والسفر، جاءت قطر بالمرتبة الـ47 عالمياً من أصل 136 دولة، والثانية على مستوى الدول العربية.
تصدُّر مستمر
وفي السنوات الأخيرة منذ تولي الشيخ عبد الله، رئيس الوزراء القطري، تتصدر قطر مؤشرات الدخل، وانعدام البطالة، ونمو الاقتصاد، والأمن، وجودة التعليم، والصحة، عالمياً وعربياً، وتوفر لمواطنيها العلاج والكهرباء والماء مجاناً.
كما تصدرت شبكة الألياف الضوئية في قطر الأولى عالمياً من حيث سرعة الانتشار والاستخدام من قِبل العملاء، في تقرير نُشر أواخر عام 2016.
حيث حلت في المرتبة العاشرة عالمياً في مؤشر أفضل اقتصادات صاعدة في العالم، ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي القطري مستوى 210.1 مليارات دولار، في حين تبلغ حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي -وفقاً لتعادل القوة الشرائية- مستوى يبلغ نحو 129 ألف دولار.
واحتلت قطر المركز الأول عالمياً في تصدير الغاز الطبيعي المسال، وجاء ترتيب الدول الـ10 الأولى على النحو التالي: “قطر، أستراليا، ماليزيا، نيجيريا، إندونيسيا، الجزائر، روسيا، ترينيداد، سلطنة عمان، بابوا غينيا الجديدة”.
قطر
ومن خلال جهود حكومة الشيخ عبد الله بن ناصر وتوجيهات أمير البلاد نالت قطر المرتبة الثانية على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤشر بازل لمكافحة غسل الأموال ومخاطر تمويل الإرهاب، للعام 2017، كما تحتل قطر المرتبة الرابعة عالمياً في إنتاج البتروكيماويات، وهو ما يجعل حكومة البلاد من بين الأقوى والأكفأ في العالم.