اتهامات لسلطات تونس باستغلال “حج اليهود” من أجل التطبيع
اتهم أمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي الحكومة التونسية، باستغلال موسم حج اليهود لجزيرة جربة، بوابة للتطبيع الفاضح مع الاحتلال الإسرائيلي، عبر السماح لحاخامات متطرفين بالدخول بجوازات سفر إسرائيلية.
وأكد المغزاوي في حديثه لـ”عربي21″، “دخول مجموعة من الحاخامات المتشددين من الذين يجاهرون بدعمهم للحركة الصهيونية إلى تونس، بجوازات سفر إسرائيلية، تحت غطاء الحج الموسمي لليهود”.
وأضاف: “نحن لسنا ضد زيارة إخوتنا اليهود، لكننا ضد استغلال هذه المناسبة الدينية للتطبيع الفاضح مع الكيان الصهيوني، واستغلال الجماعات المتطرفة هناك للمناسبة، لبث أجنداتها الصهيونية المعادية للأمة العربية”، وفق تعبيره.
هرولة سياسية
وعبر المغزاوي عن أسفه لما وصفها “هرولة مجموعة هامة من الشخصيات السياسية، وقيادات الأحزاب التونسيين لجزيرة جربة، تحت غطاء التسامح الديني من أجل كسب دعم اللوبي الصهيوني، مع اقتراب الانتخابات التشريعية والرئاسية”، بحسب قوله.
وتابع: “لا يقلقنا أن يكون وزير السياحة التونسي من أصول يهودية، لكن ما نخشاه هو أن تكون له ارتباطات مشبوهة مع الحركات الصهيونية في العالم”.
وعاشت جزيرة جربة، بالجنوب الشرقي لتونس، على وقع الزيارة السنوية لمعبد الغريبة اليهودي، حيث تجاوز عدد زوار الجزيرة من اليهود الستة آلاف شخص من مختلف دول العالم، وهو أعلى رقم تسجله الجزيرة منذ الإطاحة بابن علي.
نفي السلطات
من جانبه، نفى الناطق الرسمي باسم الداخلية، سفيان الزعق، في تصريح لـ”عربي21″، دخول حاخامات بجوازات سفر إسرائيلية، مؤكدا أن جميع زوار الكنيس هم يهود جاؤوا من مختلف أصقاع العالم، ويحملون جنسيات مختلفة، باستثناء الإسرائيلية منها.
وكان وزير السياحة روني طرابلسي، قد فند بدوره صحة ما صرح به أمين عام حركة الشعب، وأوضح خلال تصريحات إعلامية أن الحاخامات الذين شاركوا بزيارة الغريبة، هم “كبار الأحبار في كل من فرنسا ولندن وجنيف”، ولا يحملون الجنسية الإسرائيلية.
جدل حول الزيارة
ولم تخل زيارة اليهود السنوية إلى جزيرة جربة، من ردود فعل مختلفة بين نشطاء الشبكات الاجتماعية.
وكتب الناشط أحمد الكناني :”ليس لنا مشكلة مع اليهود وهم أخوة المسلمين وهم أهل كتاب، ولهم الحق في أداء الزيارة السنوية لمعبد الغريبة”.
وأضاف: “مشكلتنا هي مع الكيان الغاصب الظالم ومع الحركة الصهيونية التي تسعى بكل جهدها إلى استغلال مناسبة حج الغريبة للتغلغل في النسيج المجتمعي والسياسي في تونس، لاختراقه وتطويعه وجره إلى تطبيع العلاقة مع الكيان المستعلي والطاغي إسرائيل”.
من جانبه، وصف القيادي السابق بحركة الاتجاه الإسلامي، محمد الحبيب لسود، حج اليهود لجربة بـ”الأكذوبة”، مشيرا إلى أن “الإسرائيليين والصهاينة استغلوا المكان ليكون لهم موطئ قدم يكسبون به حق الإقامة والتملك، وممارسة أعمالهم المخابراتية”.
وانتقد الناشط حسين الجلاصي الانتشار الأمني المكثف بجرية جربة بالتزامن مع موسم حج اليهود، وتابع: “أوقفوا صلاة التراويح في المساجد المجاورة للغريبة حتى يُقنعوا العالم بأن تونس بلد التسامح بين الأديان”.