كيف تشعر السيارات الذاتية بـ”الخوف” لتفادي الحوادث؟
تساعد الاستجابات الفسيولوجية، التي يتسبب فيها الشعور بالخوف البشر على اتخاذ قرارات حاسمة، والبقاء على أهبة الاستعداد عند وقوع أي طارئ، خاصة عندما يتعلق الأمر بمواقف مثل قيادة السيارات.
ووفقاً لما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، يعتمد فريق بحثي بشركة ميكروسوفت على هذا المفهوم لتحسين مهارات نظام ذكاء صناعي خاص بتشغيل السيارات ذاتية القيادة، وتطوير قدرته على صنع القرار، في محاولة لتطوير أنظمة تتعلم بشكل أسرع وتضمن أقل نسبة محتملة من الأخطاء.
فقد قدم فريق ميكروسوفت عرضاً تفصيلياً للنتائج التي تم التوصل إليها في ورقة بحثية على المؤتمر الدولي ICLR لعام 2019.
نبض حقيقي
لتعليم الذكاء الاصطناعي كيفية “استشعار” الخوف، استخدم الباحثون أجهزة لاستشعار نبض عدد من المتطوعين، لتتبع استثارة الإنسان، أثناء استخدام جهاز محاكاة القيادة. وتمت تغذية هذه الإشارات إلى الخوارزمية، لمعرفة المواقف التي أدت إلى ارتفاع نبض الشخص.
ووفقاً لشرح الباحثين الرئيسيين في الدراسة دانييل مكدوف وآشيش كابور فإنه “عندما يقوم البشر بالتنقل في العالم، تحدث ردود فعل واستجابات من الجهاز العصبي اللاإرادي، و(على سبيل المثال، في حالة “قتال أو رحلة طيران”) تكون هناك ردود فعل جوهرية حول العواقب المحتملة لخيارات الحدث (فمثلا يمكن أن يصبح الإنسان عصبياً عند الاقتراب من حافة صخرة أو عندما تقود مسرعاً في طريق به منحنيات خطرة). وترتبط التغيرات الفسيولوجية بتلك الاستعدادات البيولوجية لحماية النفس من الخطر.”
ووفقاً للباحثين، فإن تعليم الذكاء الصناعي (خوارزمية) عندما يشعر الشخص بأنه أكثر قلقاً في حالة معينة، فإن هذا يمكن أن يكون بمثابة دليل لمساعدة الآلات على تجنب المخاطر.
محاكاة متاهة
ويوضح الباحثان أن “فرضيتنا هي أن الوظائف المرتبطة بردود الأفعال يمكن أن تتغلب على التحديات المرتبطة بمختلف طرق الاستجابة التفاعلية في إعدادات التعلم المعززة للذكاء الصناعي، ويمكن أن تساعد في تحسين كفاءة العينة”.
وضع الفريق البحثي برنامجا مستقلا من خلال محاكاة متاهة، مملوءة بالجدران والمنحدرات، لمعرفة كيف قام البشر بالتصرف، بينما يساورهم شعور بالخوف. وبالمقارنة مع الذكاء الصناعي، الذي تم تدريبه فقط على أساس القرب من الجدار، فإن النظام الذي تم تعليمه استشعار الخوف كان أقل احتمالاً للوقوع في حادث تصادم.
وقال الباحثان الرئيسيان في تعليقهما على النتائج إن “الميزة الرئيسية لتدريب الاستجابة ورد الفعل لإشارة، تحاكي استجابات الجهاز العصبي، هي أن ردود فعل سلبية تبدأ في الظهور قبل حدوث تصادم السيارة. ويؤدي ذلك إلى الكفاءة في التدريب، ومن خلال التصميم المناسب يمكن أن يؤدي إلى سياسات برمجة تتماشى أيضاً مع المهمة المطلوبة.”
ولكن يشير الباحثان أيضاً إلى أنه على الرغم من “أن العواطف مهمة في صنع القرار، إلا أنها يمكن أن تؤثر بشكل ضار على القرارات في سياقات معينة. وأنه سوف يؤخذ في الاعتبار خلال العمل المستقبلي كيفية الموازنة بين رد الفعل الداخلي والخارجي مع إضافة امتدادات للأمثلة، التي تتضمن دوافع داخلية متعددة (مثل الجوع، والخوف، والألم).”