ثلث أطباق التونسيين يُرمى في القمامة خلال رمضان
حذّر المعهد الوطني للاستهلاك بتونس، من تنامي حجم التبذير خلال شهر رمضان، إذ يتم إلقاء ثلث ما يتم إعداده من أطباق في سلة المهملات، إضافة إلى التخلص من نحو 900 ألف رغيف خبز يوميا، داعيا إلى ترشيد الاستهلاك خاصة أن العديد من المنتجات الغذائية يشهد تزايدا في الطلب ولهفة غير مسبوقة ومنها البيض والتمور والخبز والتين والحليب ومشتقاته.
وقال المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك، طارق بن جازية، لـ”العربي الجديد” إن التبذير يشمل الأطباق المطبوخة التي تحتل المرتبة الأولى، ثم الخبز الذي شهد استهلاكه زيادة بنحو 52 في المائة ويتم إلقاء نحو 900 ألف رغيف خبر يومياً.
وأفاد أنهم فوجئوا بحجم الإقبال الكبير قبيل رمضان بيومين وبعده، وربما يعود ذلك إلى تزامن الشهر الفضيل مع نهاية الأسبوع وصرف الرواتب، مشيرا إلى أن نسق الحركة بدأ يشهد تراجعا نسبيا ويعود ذلك أساسا إلى أن أغلب الأسر التونسية كونت مخزونها الغذائي واقتنت حاجياتها الأساسية.
وأضاف بن جازية أنّ الدراسات التي قام بها المعهد تشير إلى ارتفاع معدل إنفاق الأسر التونسية المخصص للغذاء خلال شهر رمضان بنحو 34 في المائة مقارنة بالأشهر العادية، مبينا أنّ هذا يعود لعدة أسباب ومنها المناخ العام الذي يتميز بالاستهلاك بسبب تنوع وتطور العرض وارتفاع الاستثمارات الإشهارية وبرامج الطبخ، ما يدفع إلى مزيد من الإنفاق والاستهلاك، كما أن أغلب العادات خلال شهر رمضان تدفع إلى تزايد الاستهلاك.
وأوضح أن زيادة الاستهلاك الرمضاني تشمل خاصة “الخبز المبسّس” أي الذي يتم إضافة بهارات إليه بمعدل 52 في المائة مقارنة بالأشهر العادية، إضافة إلى أن مختلف أنواع الحساء(شوربة) تشهد زيادة بـ96 في المائة ويرتفع استهلاك المملحات بنسبة 166 في المائة، والليمون بزيادة تقدر بـ 24 في المائة وكذلك التمور بـ 114 في المائة أما اللحوم والدواجن فتشهد بدورها زيادة بـ45 في المائة.
وبين أن الإقبال يكثر أيضا على الألبان التقليدية بزيادة 677 في المائة أي 7 مرات مما يتم استهلاكه طيلة السنة، و”الريقوتة” مستخرجة من الألبان بـ200 في المائة والياغورت بـ16 في المائة والبيض بـ58 في المائة والزيوت الموجهة للقلي بـ15 في المائة حيث يكثر قلي “البريك” وعديد المنتجات التي تعرف زيادة واضحة في الإقبال، مشيرا إلى أن مختلف هذه المنتجات تكشف مكونات طاولة التونسي والتي تحضر فيها التمور واللبن والتين و”البريك” والخبز والحساء.
ولفت بن جازية إلى أن تطور حجم الاستهلاك يكشف أيضا أنّ ثلث الأطباق التي يتم إعدادها يلقى في سلات المهملات، مشيرا إلى أنّ على التونسيين تنظيم شراءاتهم إذ لا يعقل أن يقتني كل فرد من الأسرة الخبز وإذا اقتضى الأمر يجب تعيين شخص مسؤول عن اقتناء الخبز داخل كل عائلة، وتسجيل ما نحتاجه مسبقا والتقيد به لأنه تحت تأثير حالة الجوع يقتني الفرد أشياء غير مبرمجة.
ودعا بن جازية إلى اقتناء الحاجيات بعد الإفطار لأن حالة الجوع تضاعف من الإنفاق، مشيرا إلى أنه يمكن رسكلة الخبز الذي يبقى وإعداد عدة وصفات جديدة منه وكذلك أطباق من الطعام الذي يبقى لترشيد الاستهلاك.
وأشار إلى أن حفظ الأطعمة يخضع لعدة قواعد، مثلا حفظ الخبز في قماش بعيدا عن الرطوبة وتجنب الأكياس البلاستيكية وكذلك حفظ الأطعمة المطبوخة في الثلاجة وفق معايير.