ما سبب تفضيل التمر على غيره عند البدء في الإفطار؟
ورِث المسلمون جيلاً عن جيلٍ، الابتداء بالتمر في إفطارهم، وسبب تعلّقهم بهذا السلوك هو كثرة الأحاديث الواردة عن الرسول محمد “صلى الله عليه وسلم” والتي تحث على تناول التمر في بداية الإفطار.
فيا ترى ما الفائدة المرجوة من التمر؟ ولماذا نفضله على غيره؟
بعد ساعات الصوم الطويلة التي يقضيها الصائم، حتماً سيكون الجوع والعطش قد بلغا مداهما بالجسم، والصائم في تلك الحالة بحاجة إلى مصدر من السكريات سريع، كي يدفع عنه الجوع، مثلما يكون بحاجة إلى الماء.
وعندما يبدأ الصائم تناول إفطاره، فهو يبدأ بتنبيه أجهزة الجسم الداخلية للعمل، ويستعد الجهاز الهضمي لأداء دوره.
لذا فبعد الصوم يُفترض معاملة المعدة والجهاز الهضمي عموماً باللين وعدم صدمهما بمكونات تربك عملهما.
وأثبتت الدراسات والأبحاث أن أسرع المواد الغذائية امتصاصاً ووصولاً إلى الدم هي المواد السكرية، خاصةً تلك التي تحتوي على السكريات الأحادية أو الثنائية كـ”الغلوكوز أو السكروز”، لأن الجسم يستطيع امتصاصها بسهولة وسرعة خلال دقائق معدودة، ولا سيما إذا كانت المعدة والأمعاء خاليتين كما هي الحال عند الصائم.
لذا فإنّ أفضل ما يبدأ به الصائم إفطاره التمر أو الرطب، أو منقوع التمر، فهي مادة سكرية أحادية، وفي الوقت نفسه غنية بالماء، لذا فهي الخيار الأمثل للقضاء على الجوع والعطش معاً.
وقد أظهرت التحاليل الكيميائية والبيولوجية أن الجزء المأكول من التمر يساوي 85-87% من وزنه، وأنه يحتوي على 20-24% ماء، و70-75% سكريات، و2-3% بروتين، و8.5% ألياف، وأثر زهيد جداً من المواد الدهنية.
ومن الفوائد الأخرى للتمر أن معظم مكوناته بسيطة التركيب فيسهل امتصاصها، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، وزوال تأثيرات نقص السكر بالدم، وكذلك احتواء التمر في مكوناته على الماء بنسبة كبيرة، يجعل حاجة الجسم أقل لشرب الماء عند الإفطار.