وفاة صاحب أغرب قصة خصومة شهدتها المحاكم السعودية
أدى، اليوم، مواطنو مركز البندرية بمحافظة الأسياح، صلاة الميت على صاحب أغرب قصة عرفتها ساحات المحاكم السعودية، وهو المسن حيزان ناصر الفهيدي الحربي.
وتوفي حيزان، متأثرًا بإصابته إثر تعرضه لحادث دهس خلال الأيام الماضية في بلدة البندرية بمحافظة الأسياح .
وتعود قصة حيزان أو قضية خلاف حيزان الحربي وشقيقه حول من فيهما الأحق برعاية والدتهما، والتي نالت شهرة واسعة، كونها قضية غريبة من نوعها وتعكس حرص كل منهما على بر والدتهما.
واستمرت مداولاتها في المحكمة لفترة طويلة، وعندما قضت المحكمة لصالح شقيقه بكى حيزان بحرقة، لأن والدته ستغادر منزله.
وتعتبر هذه الخصومة واحدة من أغرب الخصومات التي شهدتها المحاكم الشرعية في تاريخها، فالمحاكمة التي بكى لها حيزان بكى منها كل من سمع عنها، حيث إن مصدر خلافهم لم يكن على مال أو عقار بل كانا يتنازعان على بر والدتهما المسنة والتي لا تملك سوى خاتم من النحاس في أصبع يدها.
وكانت حيزان يرعى والدته، وحيدا، وعندما تقدم بها السن جاء شقيقه الآخر الذي يسكن مدينة أخرى ليأخذها حتى تعيش مع أسرته ويوفر لها الخدمة والرعاية المطلوبة، إلا أن حيزان رفض بحجة أنه لا زال قادرا على ذلك وأن شيئا لا ينقصها فاشتد بينهما الخلاف الذي وصل في نهايته إلى باب مسدود استدعى تدخل المحكمة الشرعية لفض النزاع.
وطالب حيزان أن تكون المحكمة هي الفيصل في ذلك وتوجها بعدها لمحكمة الأسياح لتتوالى الجلسات وتتحول إلى قضية، حول من أحق برعاية أمهما، وعندما لم يصلا إلى حل عن طريق تقارب وجهات النظر طلب القاضي إحضارها للمحكمة لتحسم الأمر وتختار بنفسها من تريد.
وفي إحدى الجلسات، جاءا بها يتناوبان حملها ووضعت أمام القاضي الذي وجه لها سؤالا لا تزال هي رغم تقدمها بالعمر تدرك كل أبعاده، أيهما تختارين يا أم حيزان؟ فنظرت إليهما وأشارت إلى حيزان قالت هذا (عيني هاذي) (وذاك عيني تلك) ليس عندي غير هذا يا صاحب الفضيلة.
وكان على القاضي أن يحكم بينهما بما تمليه مصلحتها مما يعني أن تؤخذ من حيزان إلى منزل شقيقه، ما أبكى حيزان حتى أنه لم يبق من دموع تغسل بقايا حزنه وبكى لبكائه شقيقه وخرجا يتناوبان حملها إلى السيارة التي ستقلهما .