أساتذة المغرب المتعاقدون يعودون إلى الفصول بعد إضراب طويل
عاد آلاف الأساتذة المتعاقدين في المغرب إلى الفصول الدراسية، اليوم الاثنين، بعد أسابيع من الإضراب المفتوح الذي خاضوه احتجاجا على نظام التعاقد، وطلبا للإدماج في نظام الوظيفة العمومية، وبعد فترة طويلة من الاحتقان بين المحتجين ووزارة التربية الوطنية.
واتسم اليوم الأول من عودة الأساتذة المتعاقدين إلى الفصول بترحيب التلاميذ بهم، وقال القيادي في تنسيقية الأساتذة المحتجين، ربيع الكرعي، لـ”العربي الجديد”، إن التلاميذ في كثير من المناطق استقبلوا الأساتذة المتعاقدين بالحليب والتمر، والورود، وردد بعضهم الأناشيد التي ترفع من قيمة المعلم، مبرزا أن هذا دليل على أن التلاميذ كانوا متفهمين لنضال الأساتذة الذين سيردون بتعويض التلاميذ عن الحصص الضائعة.
وقال أحمد أفياش، وهو تلميذ في البكالوريا بإحدى مدارس مدينة سلا، لـ”العربي الجديد”، إن “السنة الدراسية تقترب من نهايتها، ورجوع الأساتذة جاء في وقته حتى يمكن تعويض ما ضاع من حصص. تعويض الأساتذة المحتجين بحاملي شهادات جامعية رغم أنه لم يكن ناجعا، لكنه ساهم في التخفيف من تراكم الدروس، وإنقاذنا من سنة بيضاء”.
وقامت وزارة التربية في وقت سابق، باستدعاء عدد من حاملي الإجازات الجامعية وأساتذة مؤقتين لتعويض غياب الأساتذة المتعاقدين المحتجين، ولا يعرف حاليا كيف سيتم التعامل مع هؤلاء بعد عودة الأساتذة المحتجين إلى العمل.
وأفادت مصادر بأن وزارة التربية قررت الإبقاء على هؤلاء تحسبا لأي طارئ في الأيام المقبلة، خاصة أن الأساتذة المتعاقدين ربطوا استئناف عملهم بقبول الوزارة بالحوار، ومن المرتقب أن يجري الحوار مع ممثلي التنسيقية المحتجين والنقابات التعليمية يوم الخميس المقبل.
وفي سياق متصل، ثمنت فيدرالية جمعيات آباء وأولياء التلاميذ رجوع الأساتذة المتعاقدين إلى الأقسام الدراسية، وطالبت الأساتذة باستدراك الزمن الدراسي المهدر طوال الاحتجاجات، منبهة إلى أن الضرر الذي لحق بالتلاميذ في المدارس القروية كان أكبر منه في المدن لأنهم لم يستفيدوا من تعويض الحصص.