تعفن جرثومي وراء وفاة 14 رضيعاً في تونس
أكد رئيس لجنة التحقيق في فاجعة وفاة الرضع بتونس، محمد الدوعاجي، أن الأدوية التي تم استعمالها للرضع المتوفين غير منتهية الصلاحية ومطابقة للمواصفات وشروط السلامة، مبينا أنّ التعفن الجرثومي حصل على مستوى غرفة تحضير الأكياس.
وأضاف في ندوة صحافية انعقدت، ظهر اليوم الخميس، أن هناك اختلالات وغياب حوكمة في التسيير بقاعة إعداد أكياس الدواء، هي التي تقف خلف وفاة الرضع.
وأقر الدوعاجي بعدم احترام البعض للقواعد المعمول بها، إضافة إلى غياب الصيانة، لافتا إلى أن السبب الأول في حدوث التعفن الجرثومي الذي أدى إلى وفاة الرضع هو عدم احترام قواعد التعقيم، إلى جانب اختلالات أخرى متعددة تهم قاعة تحضير الأكياس والصيانة وغياب المواد اللازمة لمراقبة جودة القاعة.
وأشار إلى أن العدد الإجمالي للمتوفين بلغ 14 رضيعاً، مؤكداً أنّ أطرافا تدخلت من خارج مستشفى الرابطة، وأمرت بعض الأعوان بعدم إجراء التحاليل اللازمة لمعرفة مصدر الجرثومة التي تسبّبت في وفاة الرضع بمركز التوليد.
وقال الدوعاجي إنّ ذلك تسبّب في عدم تمكن اللجنة من معرفة مصدر الجرثومة، وكيفية تنقّلها من قسم الإنعاش إلى قاعة تحضير المستحضر الغذائي الذي قدّم للرضع.
وأثارت هذه الفاجعة منذ مارس/آذار الماضي، جدلاً كبيراً داخل المجتمع التونسي، وتعهدت وزيرة الصحة التونسية بالنيابة، سنية بالشيخ، في تصريحات سابقة، بمحاسبة المسؤولين الذين تسببوا في هذه الفاجعة، بعد انتهاء التحقيقات.
ولفتت إلى اتخاذ الوزارة إجراءات وقائية بمجرد حصول الفاجعة، تمثلت في نقل المستحضرات التي تعدّ في القسم المعني بوسيلة بورقيبة إلى مستشفى آخر قريب، منعاً لانتقال العدوى إلى بقية الرضع، والمقدر عددهم بـ80 رضيعاً في القسم.
وإزاء هذه الفاجعة، تظاهر عشرات التونسيين ونشطاء المجتمع المدني احتجاجاً على وفاة رضع في قسم طب التوليد والرضع بمستشفى الرابطة، مطالبين بمحاسبة المسؤولين، ومعبرين عن رفضهم للطريقة التي سلمت بها إدارة المستشفى الأطفال.
ورفع المحتجون حينها شعارات منددة بـ”الاستهتار بصحة المواطنين” و”وأد المستقبل”، محملين المسؤولية للحكومة والأحزاب السياسية الحاكمة التي توانت عن إصلاح قطاع الصحة.