هل يمكننا متابعة حلم منقطع؟
نشرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن تساؤل الكثيرين عن إمكانية استئناف حلم توقف لحظة استيقاظنا، وإنهائه بعد الخلود إلى النوم من جديد.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إنه وقع الاستعانة بكل من أخصائية علم النفس العصبي، وباحثة في علم الأعصاب، ومحلل نفسي ومختص في تفسير الأحلام من أجل الإجابة عن هذا السؤال.
وحسب المختصين الذين شاركوا بآرائهم في هذا الموضوع، فإنه على الرغم من عدم وجود أي أدلة علمية تثبت صحة هذه الفرضية، إلا أنه من الممكن متابعة حلم انقطعنا عنه خلال استيقاظنا من النوم. ولكن لا ينطبق ذلك على الجميع، وإنما على أصحاب ما يعرف بـ “الحلم النقي”، الذين يكونون مدركين خلال نومهم بأنهم بصدد رؤية حلم.
ونقلت الصحيفة عن المتخصصة في علم الأعصاب ديلفين أوديات، أن “البعض منا قادرون على السيطرة جزئيا على سيناريو أحلامهم، لذلك يستطيعون نوعا ما مواصلة رؤية حلم لطيف في أي لحظة يريدونها”. وأوضحت الأخصائية في علم النفس العصبي بمستشفى بيتي سالبترير الفرنسي، جينيرا أوجوسيوني، أن “هؤلاء تنتابهم أحلام كثيرة مقارنة بغيرهم نظرا لأنهم يصلون إلى مرحلة نوم حركة العين السريعة”.
وأضافت جينيرا أوجوسيوني أنه، خلال هذه المرحلة، يكون نشاط دماغ الشخص أقرب إلى حالة اليقظة مقارنة بباقي الأشخاص، وهو ما يفسر سبب قدرته على السيطرة على أحلامه، وتوجيهها وحتى متابعتها”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بغض النظر عن قدرة أصحاب الحلم النقي على متابعة أحلامهم المنقطعة، فإنه يمكن للأشخاص متابعة حلم منقطع وذلك بعد المشاركة في العديد من الدورات التدريبية. ولممارسة هذه الدورات، توصي الباحثة في علم الأعصاب، ديلفين أوديات، بضرورة “تذكر أكبر قدر ممكن من التفاصيل من أجل التمكن من العودة إليه”.
وحسب المحلل النفسي والمختص في تفسير الأحلام تيري – فريدريك موار، فإنه “من خلال تحفيز اللاوعي، يمكن لنا أن نواصل أو نختار ما نريد أن نحلم به”. وأضاف هذا الأخصائي أن “مفتاح نجاح ذلك يكمن في طريقة التنفس خلال النوم، حيث يجب علينا الاسترخاء عبر الشهيق والزفير بهدوء وبعمق من أجل خلق فراغ عقلي”.
اقرأ أيضا: كيف تؤثر الشبكات الاجتماعية على العلاقة الزوجية؟
وأفادت الصحيفة بأن الوقت المثالي لتحسين فرص المرء في مواصلة حلمه، تتمثل في اللحظة التي تلي الانقطاع عن الحلم، أي مباشرة بعد استيقاظه من النوم. وأوضحت الباحثة في علم الأعصاب ديلفين أوديات أنه “في هذه الحالة، نعود بسرعة إلى النوم باعتبار أنه لم يمض سوى بضع ثوان على استيقاظنا، مع المحافظة على التركيز على حلمنا الذي انقطعنا عنه”.
وبينت الصحيفة أن الفترة الصباحية تشكل فترة مثالية لمتابعة الحلم الذي انقطعنا عنه. وفي هذا الصدد، أشار تيري – فريدريك موار إلى أنه “مع انتهاء الليل، وبعد اجتياز جميع مراحل النوم، ندخل مباشرة في مرحلة نوم حركة العين السريعة، وهي مرحلة تتولد فيها الأحلام بصفة أكبر”. كما أشار الأخصائي الفرنسي إلى أهمية وقت القيلولة لمتابعة حلم منقطع. في المقابل، يبقى الأمر بين يديك لمعرفة أفضل الأوقات التي تُراودك فيها الأحلام.