الإمارات تستدعي سفيرها بالمغرب بـ”طلب سيادي عاجل”
استدعت الإمارات العربية المتحدة سفيرها من المغرب، بشكل عاجل وتنفيذا لأمر “سيادي”، في أحدث مؤشر على العلاقات التي توصف بـ”الصداقة التاريخية” بين الرباط وأبوظبي، غير أنها دخلت في السنتين الأخيرتين دائرة توتر غير مسبوق.
القرار الإماراتي جاء بعد هدوء حذر بين الرباط ومحور السعودية ـ الإمارات، عقب تصعيد غير مسبوق من قبل الرباط التي استدعت سفيريها بالبلدين وإعلان الانسحاب من حرب اليمن.
وقالت يومية “أخبار اليوم” في عددها الصادر الثلاثاء 23 نيسان/أبريل الجاري، إن سفير الإمارات غادر المغرب، وعنونت خبرها بـ”مغادرة غامضة لسفير الإمارات”.
وأضافت “غادر السفير الإمارات العربية المتحدة بالرباط، علي سالم الكعبي، فجأة خلال الأسبوع الفائت، المغرب عائدا إلى بلاده”.
وزادت “وتشير المعطيات التي حصلت عليها (أخبار اليوم) إلى أن السفير الإماراتي، الذي لم يمض على تعيينه عام، غادر البلاد بناء على (طلب سيادي مستعجل)”.
وتابعت الصحيفة و”لم توضح مصادر الجريدة طبيعة هذا الطلب ومصدره بشكل دقيق، كما لم تعلن السلطات الإماراتية رسميا سبب عودة سفيرها بالرباط، وما إذا كان الأمر يتعلق بإنهاء مهام أم بمسلك دبلوماسي آخر”.
وأوضحت و”تعيش العلاقات المغربية ـ الإماراتية تدهورا في الآونة الأخيرة، بسبب الخلافات حول الطريقة التي ينبغي أن تدار بها بعض الملفات المشتركة. ومن شأن هذا التطور الجديد أن يطرح شكوكا حول مستقبل هذه العلاقات”.
المثير في استدعاء السفير الإماراتي بالمغرب على وجه السرعة، هو تزامنه مع قيام الإمارات بتنظيم أيام المغرب في الإمارات وأيضا أيام “أم الإمارات” (والدة محمد بن زايد) في المغرب.
استدعاء سفير الإمارات بالرباط، أعاد إلى الأذهان قيام المغرب باستدعاء سفيريها من الرياض وأبوظبي قبل شهرين، وهو ماعللته وزارة الخارجية المغربية بعد تردد ونفي طويلين، بأن الاستدعاء صحيح وذلك بسبب التحولات الجارية في البلدين وتأثيرها على العلاقات الداخلية لها وعلاقاتها بدول الجوار الخليجي.
وتسود تكنهات كثيرة بين المراقبين في المغرب حول دوافع استدعاء أبوظبي سفيرها في المغرب، غير أن أغلبها يدور حول العلاقات المتوترة بين البلدين في السنتين الأخيرتين.
ولعل بداية الخلاف بين الربط وأبوظبي كان الموقف من حصار قطر، حيث رفضت الرباط الاصطفاف خلف محور السعودية الإمارات، لتبدأ بعدها سلسلة من المشاكل، وتطفو على السطح تناقضات في السياسة الخارجية والداخلية على حد سواء.
هذا الأمر جعل العاهل المغربي يعلن في القمة الأفريقية الأوروبية الأولى بمصر، أن هناك بلادا عربية تتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية أخرى وتهدد استقرارها، وهو ما نظر إليه على أنه رسالة موجهة للإمارات والسعودية على حدا سواء.