فاروق الفيشاوي: لم أخف من السرطان..وأتمنى تجسيد هذه الشخصية
عاد الممثل فاروق الفيشاوي ليقف على المسرح مرة أخرى بعد غياب ١٨ عاماً، من خلال قبوله المشاركة مع الممثل يحيى الفخراني في مسرحية “الملك لير” التي قدمت قبل 17 عامًا، وتحديدًا عام 2011، وأخرجها مسرحيًا أحمد عبد الحليم وتلفزيونيًا جمال عبد الحميد، وشارك فى بطولتها سوسن بدر، أحمد سلامة، ريهام عبد الغفور، أشرف عبد الغفور، سلوى محمد علي، مروة عبد المنعم، ويتحدى الفيشاوي بما يفعله مرض السرطان الذي كان قد أعلن عن إصابته به في مهرجان الاسكندرية السينمائي.
فاروق في حواره لموقع “الفن” كشف عن أسباب قبوله التواجد في مسرحية “الملك لير”، ودور بعض المخرجين في حياته، كما تحدث عن إصابته بالسرطان وكيف اكتشف المرض.
في البداية دعنا نتحدث عن إنضمامك لمسرحية “الملك لير” مع الممثل يحيى الفخراني؟
أحب المسرح كثيراً، والعمل مع الممثل يحيى الفخراني، وحين عرضت علي المسرحية لم أتردد في قبولها، لأعود إلى الخشبة بعد ١٨ عاماً من الغياب، ولكن لن أكشف عن أية كواليس خاصة بها، وأتمنى من الجمهور أن يذهب ليشاهد ويستمتع بتلك الملحمة الجميلة، ومتأكد من أنها ستنال إعجابه كثيراً، وحالياً نقوم بعدد من البروفات المستمرة إستعداداً لعرض العمل.
أعلنت في مهرجان الاسكندرية السينمائي عن إصابتك بالسرطان..فهل كنت خائفاً؟
لم أكن خائفاً نهائياً، ولم أفكر أبداً في هذا الأمر، لأنني رأيت الكثير من زملائي، شفوا منه، وله العديد من الطرق للعلاج وأنا قادر على أن أتغلب عليه، وأغضب كثيراً من إعلانات السرطان في التلفزيون، لذلك أحببت أن اقول لكل من يقومون بإحباط الناس بإعلاناتهم في التلفزيون، أن هناك أملاً، وحب الناس لي والمشاعر التي غمروني بها بعد معرفتهم بما حدث تشجع على التعافي.
كيف علمت بحقيقة مرضك؟
الممثل محمود حميدة هو أول من استقبل الخبر من كمال أبو رية، لكن أخبره أبو رية أنني ضحكت بعد علمي بالإصابة بالمرض ولم أنزعج.
من أثّر في مشوار فاروق الفيشاوي؟
هناك شخصيات كثر أثروا في مشواري الفني، منهم المخرج عبد الرحيم الزرقاني الذي قال لي إنني سأكون ممثلاً قوياً، وقدمت في معهد السينما بسببه، وتولاني وقدمني في مسرحية “طائر البحر”، وأعطاني وقتها صورة وكتب عليها”الشهرة بالنسبة إلينا ليست المجد إنما هي تحمّل المسؤولية، فتعلم كيف تحتفظ بإيمانك”، وأثرت تلك الكلمات فيّ كثيراً وعلقتها على الحائط في كل مكان أعيش فيه، كما أنه تحمل مسؤوليتي كممثل مبتدئ في فيلم “ديك البرابر”، على الرغم من أن الدور لم يكن يشبهني، وكان بعيداً عن شخصيتي، لكنه قال لي إنه يحب شخصية “خلف” ويريدني أن أقدمها وسيحبها الجمهور، وجسدتها بالفعل وكانت أهم أدواري في السينما المصرية.
ما هو دور المخرج محمد فاضل في حياتك؟
أعتبره أفضل مخرج تلفزيوني في العالم، فهو لا يسمح لمن يعملون معه أن يقعوا في الخطأ، والجمهور يصاب ببعض الملل في المسلسلات إلا في أعمال “فاضل”، لأنة قادر على ضبط إيقاع الاحداث، ويثني دائماً على أدائي في التمثيل، ويخبرني طوال الوقت بأنني قادر على الاستمرار.
ما الشخصية التي تحلم بتقديمها؟
أتمنى تقديم فيلم عن المطران “كابوتشي” وهو قس سوري كان سفيرًا للفاتيكان في القدس، وأنا شغوف بأن أقدم فيلماً عربياً يرد على الدعاية الصهيونية التي تتهم العرب وتقول أننا إرهابيون، ولم أجد رداً أنسب من قصة حياة هذا الرجل الذي تعاطف مع القضية الفلسطينية وتحمس لها وكان يأتي بالسلاح من لبنان إلى فلسطين ليساعد المقاومة الفلسطينية، وعندما فكرت في تقديم فيلم عن المطران كابوتشي لم أكن أنوي أن أجسّد شخصيته، لكنني كنت سأشارك في إنتاجه مع صديقي المخرج عمر عبد العزيز والمؤلف الراحل محسن زايد، لكن لم تساعدنا الظروف على إتمام العمل، وسأوصي ابني أحمد بالاهتمام بهذا المشروع والسعي وراءه لحين خروجه إلى النور.
حدثنا عن حفيدتك لينا وكيف تتعامل معها؟
تغيرت حياتي تمامًا بعدما رأيتها وتعرفت على نوع جديد من الحب لم أعرفه مسبقاً، فلقد سمعت كثيرًا عن مقولة “ما أعز من الولد إلا ولد الولد” لكني لم أعرف معناها إلا بعد أن تعاملت مع حفيدتي، خاصة أنها أهدتني هدفًا جديدًا وجميلاً لأعيش من أجله وأتمنى أن يحفظها الله، وما أشعر به عندما أجلس معها لا يضاهيه أي شيء في الكون، وهي تدلعني وتقول لي “فاروكس”.