حرب كلامية في تونس بسبب “السفير المخمور”
فجرت اتهامات للأمين العام لاتحاد الشغل (أكبر منظمة نقابية بتونس) -بوجود “مخطط لإعادة استعمار تونس عبر تجهيز عدد من الحكام الجدد”- حربا كلامية بينه وبين السفير الفرنسي أوليفييه بوافر دارفور، وأشعلت شبكات التواصل الاجتماعي.
ونقل أمين عام الاتحاد نور الدين الطبوبي -خلال تجمع عمالي- ما قال إنها تصريحات “وقحة” لسفير دولة أجنبية وهو “في حالة سكر” بوجود مخطط لدولة أجنبية لإعادة استعمار تونس عبر تجهيز شخصيتين سياسيتين لحكم البلاد.
ورغم أن الطبوبي لم يكشف عن هوية “السفير المخمور” غير أن سفير فرنسا سارع لنفي التهمة عن نفسه، بالقول “لا تعنيني هذه التصريحات العبثية والمفزعة وغير المعقولة، ثم إني لا أشرب الخمر”.
وشدد السفير -في مداخلة إذاعية- على احترامه للنقابات العمالية في تونس وعلى احترام فرنسا للسيادة الوطنية التونسية واستقلاليتها، وعلى متانة العلاقات التي تجمع البلدين.
حرب كلامية
ولم تقف الحرب الكلامية عند هذا الحد، حيث عاد الطبوبي ليعقب على رد بوافر دارفور في تصريح إعلامي آخر، بالقول “أنا لم أذكرك بالاسم، وإذا أحسست بأنك المعني بكلامي فتحمل مسؤوليتك”.
ووصف سامي الطاهري الأمين العام المساعد والناطق باسم الاتحاد رد السفير على تصريحات الطبوبي رغم أنه لم يذكر اسمه بأنها “مريبة وتطرح أكثر من سؤال حول رغبته في التصرف بعقلية المقيم العام”.
وأضاف للجزيرة نت ساخرا “ينطبق على السفير الفرنسي المثل الشعبي التونسي (سارق الدجاج حط يديه على رأسه)” مضيفا “طالما علق على الحادثة من دون باقي السفراء فلكونه شعر بأنه المعني بكلام الطبوبي”.
وجدد الطاهري احترازات اتحاد الشغل على أنشطة سفير فرنسا، لافتا إلى أنه “يتصرف بعقلية استعمارية، في اعتداء سافر على السيادة التونسية والأعراف الدبلوماسية، وتحت أعين الدولة التي لا تحرك ساكنا”.
وأكد وجود محاولة لجهات فرنسية للتدخل في الشأن الداخلي التونسي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وتثبيت شخصيات سياسية لها ولاء لباريس.
نشاط مريب
ولطالما أثارت أنشطة وسلوكيات السفير جدلا وتساؤلات بين الأوساط الحزبية والشعبية، سيما وأنه لا يفوت أي مناسبة وطنية رياضية أو سياسية أو حتى دينية ليسجل حضوره أمام عدسات الكاميرا.
واستفز التونسيين مؤخرا حديثٌ عن وجود السفير بموكب الاحتفال بعيد الشهداء يوم 9 أبريل/نيسان الماضي، وعبروا عبروا خلال تدوينات عن سخطهم واصفين الأمر بـ “الوقاحة”.
وكتب الناشط صفوان فاخت “من المضحكات المبكيات سفير فرنسا في تونس يحتفل بعيد الشهداء الذين قتلتهم فرنسا والذين هم ضد الاستعمار”.
وانتقد الكاتب الصافي سعيد -خلال لقاء تلفزي- النشاط المبالغ فيه للسفير ووجوده برفقة بعض الشخصيات السياسية وحتى رئيس الحكومة خلال زيارات ميدانية رسمية، واصفا إياه بـ “الجاسوس الصغير”.
وحاولت الجزيرة نت التواصل مع السفير الفرنسي لمعرفة موقفه من الاتهامات الموجهة له، لكن دون جدوى.
وسبق أن رد بوافر دارفور -الذي تولى مهامه سفيرا بتونس منذ 2016- على اتهامات لبعض الأحزاب التونسية له بتجاوز الأعراف الدبلوماسية قائلا إنه لا يمارس السياسة بل يقوم بعمله تماما كسفير تونس بفرنسا لدعم العلاقات بين البلدين.