محجبة تجاوزت الانتقادات لاحتراف الباليه
لم يكن مرغوباً بالمصرية روان حسين (16 عاماً) وسط المتدربات على الباليه في مركز بمصر لكونها محجبة، لكنها أصرت على السعي في شقّ طريقها حتى حققت نجاحاً كبيراً به، وأصبحت تروّج للسياحة في بلادها عبر هذه الرياضة.
وتروي حسين التي لا تزال على مقاعد الدراسة لـ”الخليج أونلاين” تفاصيل تجربتها، وتقول: إن “عدم وجود أحد من حولي يرتدي الحجاب ويمارس رياضة الباليه دفعني إلى أن أفكر في أن أرتديه على ملابس واسعة، وأنفذ حركات تتناسب معه”.
وبدأت طريقها في الباليه وهي في سن 13 عاماً وكان من الصعب عليها أن تتدرب؛ إذ كانت أكبر الموجودين في المركز، ولم تكن تعرف كيفية تنفيذ الحركات؛ إذ تتطلب هذه الرياضة مرونة عالية بالجسم وتدريباً لفترات طويلة حتى تحقق الهدف منها.
وروان ليست الفتاة الأولى في مصر التي ترقص الباليه وهي ترتدي الحجاب، إذ صعد اسم المصرية إنجي الشاذلي قبلها، والتي بدأت في تدرب على الباليه بعمر 27 عاماً، وقالت صحف مصرية بأنها أول فتاة محجبة تمارس هذه الرياضة.
وهناك العديد من مراكز الباليه الموزعة في جميع محافظات مصر، وهي تجذب الأطفال بشكل كبير، إلا أنه انتشر مؤخراً دعوات من ناشطات مصريات للانضمام إلى دور الباليه، وكانت هذه الدعوات تحمل اسم “إنت مش كبيرة إعرفي أماكن تعليم الباليه للكبار وحققي حلمك”.
وتقول حسين لـ”الخليج أونلاين”: “كان من الصعب عليّ أن أتدرب في هذا العمر، ولم أكن أعرف كيف أنفذ الحركات ما يجعلني محبطة وحزينة”، وتتابع: “عدم معرفتي بطريقة تنفيذ الحركات جعلني لا أعود للتمرين مرة أخرى”.
وعقب محاولات عدة تدربت الفتاة المصرية في منزلها، وحاولت أن تطبق الحركات عبر تقليدها لمقاطع فيديو منشورة على الإنترنت، وسعت لأن تتجاوز عقبة العمر التي كانت الأولى بالنسبة لها.
وبعد أن شقت طريقها في هذه الرياضة رغبت في أن ترتدي الحجاب، وهو ما لم تسبقها إليه أي واحدة من قبل في محيطها.
وبعد أن حققت نجاحاً في هذا المجال، تقول “روان”: “اتجهت إلى وسائل التواصل الاجتماعي وكان هناك العديد من الانتقادات اتجاهي بفعل اختلاف وجهات النظر، وكانت كفيلة بإحباطي وعدم رغبتي بفعل شيء”.
وبعدها بدأت في التقاط صور لها وهي تمارس الباليه بأماكن مختلفة في مصر، وذلك رغبة منها بالترويج للسياحة ببلادها، وحاولت أيضاً من خلال هذه الصور أن تصل لأكبر عدد ممكن من الفتيات.
والذي يسعد “روان” أن تقول لها أي فتاة إنها ارتدت الحجاب بسببها وأثرت بها.
ولم يتوقف طموحها إلى هذا الحد، بل عزمت على توفير مكان للفتيات الكبيرات في السن، واللواتي يرغبن في تعلم الباليه ولا يجدن مكاناً لذلك، وتقول: “رغبت في أن أوفر لغيري ما لم يكن متاحاً لي، وصعباً”.
وتسعى “روان” لأن توصل من خلال هذه الرياضة التي تمارسها أن السن ليس عائقاً لأي شيء، وأن الفتاة المحجبة يجب أن يكون لها بصمة في كل الأماكن.
ومن الداعمين له في مسيرتها عائلتها، ولا سيما والدتها إذ تقول إنها كانت أكثر من يدعمها في إيجاد ملابس مناسبة للحجاب والرياضة.
كما كان الاحتفاء بالفتاة المصرية من قبل البعض إثر إصرارها على تحقيق حلمها وعملها بجد وبجهد من أجله. وكان هناك دعوات من العديد من الناشطين إلى دعم حلمها وطموحها وتشجيعها في الوقت الذي عارضها آخرون.
وتلتقط “روان” صورها في الشارع صباحاً قبل أن يكون به أحد، وبدأت في نشر هذه الصور منذ عام، وفق ما أوضحت لـ”الخليج أونلاين”.
وتقول إنها أحياناً تكون متردده قليلاً “لكني أحاول أن لا أفعل شيء غير مناسب لحجابي”، داعية الفتيات أن يأخذن فقط الشيء الصحيح من حياتها.
وجدير بالذكر أن رقص الباليه يقوم على تقنيات الرقص التعبيري، وترافقه الموسيقى والإيماء والمشاهد المسرحية. ويضيف هذا النوع من الرقص المرونة واللياقة ويشكل لصاحبه نمط حياة مختلفاً عن الآخرين.