واقعة غريبة.. قصة أستاذ بجامعة الأزهر أجبر طلابه على خلع البنطال
أثار أستاذ بجامعة الأزهر المصرية ضجّة كبيرة حوله، بإصراره على خلع أحد الطلاب «بنطاله»، بدعوى توضيح معنى الحياء بشكل تمثيليّ، بينما انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يُصوّر تلك الواقعة غير المستساغة لدى قطاع عريض من المواطنين؛ ما أثار حالة من الغضب الشديد تجاه الأستاذ الجامعي، في وقت أصدرت فيه إدارة الجامعة عقوبات مغلَظة ضد الأستاذ.
وفي محاولة للدفاع عن نفسه، قال أستاذ العقيدة: «قمت بدور المعلم من خلال لعب دور الشيطان في تمثيلية أردت من خلالها بصورة عملية، توضيح كيف تكون الأخلاق بين النظرية والتطبيق»، لافتًا إلى أن الطلاب صفّقوا له بعد أن أوضح لهم وجهة نظره، وأنه لم يكن يستهدف خلعهم بنطلوناتهم.
وخلال محاضرته قال رمضان للطلاب: «من يُرد النجاح في مادتي وبامتياز عليه أن ينفّذ ما يُطلب منه، وإن امتنع سوف يرسُب في مادتي»، فتطوّع أكثر من طالب، وهم لا يعلمون ما سيُطلب منهم. وكانت المفاجأة الصادمة، حينما طلب الدكتور منهم خلع البنطلونات، وحينها ضحك جميع منْ في المحاضرة، ولم يضحك هو، وقال: «إننا اتفقنا أن كل ما يُقال في المدرّج يخضع لميزان العقيدة والأخلاق مهما كان الحديث فيه جادًّا أو هزارًا».
حادثة خلع «البنطلون»، أثارت ضجة كبيرة حول الدكتور إمام رمضان أستاذ العقيدة، الذي صدرت ضده عقوبات بالإيقاف عن العمل والإحالة للتحقيق، بينما برَّر رمضان، قائلًا: بعد نهاية المحاضرة الثانية في مادة «العقيدة والأخلاق الإسلامية» لطلاب الشعب العامّة بالكلية، اتّخذت الجامعة التي أشرف بالانتساب إليها منذ أن كنت طالبًا حتى أصبحت معلّمًا بها منذ عشرين عامًا، قرارًا بإيقافي عن العمل وإحالتي إلى التحقيق.
وأشار رمضان، إلى أنه كان يرغب في توضيح معنى الحياء بشكل تمثيلي حي، حتى وإن كانت الضغوط علينا؛ فلا تجبرنا على ألا نكون على حياء من الله ومن عباده. موضحًا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أنه أصرَّ على أن ينفذ الطلاب ما طُلب منهم، وأن من يخالف الاتفاق سوف يرسب في مادته، قائلًا: رفض الطلاب رغم كل الضغوط التي فعلتها معهم؛ فتوجّهت إلى باقي طلبة المحاضرة وطلبتُ منهم أن يشجعوا ويحيّوا زملاءهم لأنهم لم ينصاعوا للضغوط وفضّلوا الحياء على النجاح».
وأضاف رمضان: «قمت بدور المعلم من خلال لعب دور الشيطان في تمثيلية أردت من خلالها بصورة عملية، توضيح كيف تكون الأخلاق بين النظرية والتطبيق، وهنا صفّق الطلاب لأستاذهم تحية له»، متابعًا: «المذهل أني حينما طالبت الطلاب أن يفعلوا نفس الموقف التمثيلي كما فعلت سابقًا، فإذا بهذا الطالب يحضر من آخر المدرج، ويقول إنه قادر على أن يخلع البنطلون، فقلت له: تَفْعَل؟ قال: نعم. قلت: رغم أن زملاءك رفضوا من قبل؟ قال: نعم. فلمّا خلع البنطلون، قلت إنه سيستحي أن يخلع ملابسه الداخلية، فلمّا فعل استحييت واستدرت وجهي وجعلته ورائي، وقلت: هذا من أجل النجاح في مادتي العقيدة باع الأخلاق بعرض الدنيا، وكثر من على شاكلة.
وواصل الدكتور دفاعه عن نفسه، قائلًا: جاءني الطالب الذي وافق على خلع بنطلونه وطالبني بدرجات الامتياز كما وعدت، إلا أنني رفضت، وحدثت مشادة معه، حولته على إثرها للتحقيق». مشيرًا إلى أنه تعرّض للظلم، وأن الطالب راسب في مادة العقيدة أربع مرات قبل ذلك، وأنه لم يحضر منذ بداية العام إلا هذه المحاضرة، وقال للطلاب الشهود: «أنتم شهود أمام الله عليَّ، وما نالني من سبّ وقذف عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليبرهن بصدق عمّا وصلت إليه الأخلاق»، مستشهدًا بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
وكان أول رد فعل لجامعة الأزهر هو تحويل الدكتور إمام رمضان أستاذ العقيدة بكلية التربية بنين جامعة الأزهر للتحقيق، في واقعة تداول فيديوهات يظهر خلالها إجباره طالبين على خلع ملابسهم بالكامل، وإلا سيتعرضان للرسوب، كما تم منع الدكتور من وضع الأسئلة والتصحيح، وشدّدت إدارة الجامعة على أنها «لا تتوانى في محاسبة أي مخطئ، أو مقصّر، وأنه لا يوجد أحد فوق القانون، وعلى الجميع الانشغال بالدراسة والاستعداد للامتحانات».