تعرف على ما فعله أحد أبطال البحرية السعودية لإنقاذ زميله
النجدة النجدة.. صرخات استغاثة يائسة يصدرها ناصر الشمراني الذي يصارع البحر للنجاة من الموت، فتصطدم بالأمواج الهادرة، إلا أنها تجد صداها عند أحد أبطال البحرية طلال العتيبي، الذي فور سماعه صرخات الاستغاثة لم يتوان عن إلقاء نفسه في الماء؛ معرضاً حياته لخطر محقق؛ لإنقاذ زميله الذي كاد أن يبتلعه البحر، ويأخذه إلى غياهبه العميقة.
قصة بطولة
تبدأ القصة من هنا.. حينما هبت عاصفة عاتية على إحدى الجزر التي تتخذها القوات البحرية موقعاً عسكرياً في الحد الشرقي بالقرب من إيران، ويحكيها لـ”سبق” بطل القصة المنقذ الرقيب البحري طلال بن هلال سفر العتيبي، ويصف البطل العاصفة بالكارثة التي لم يشهد لها مثيلا، فيقول: “كانت العاصفة أشبه بالكارثة في الجزيرة، فلقد هبت صباحاً ولم تهدأ إلا مع الساعات الأولى من منتصف الليل، فاقتلعت كل شيء كان في طريقها، ولكن ظلت خسائرنا مادية في الممتلكات، ولم تصب أحداً منا ولله الحمد”.
ولكن كان لـ”العتيبي” دور كبير – بعد الله – في ألا تتعدى الخسائر الممتلكات إلى الأرواح بموقفه البطولي في خضم العاصفة العاتية، وهنا يقول: “سارع بعض من زملائنا إلى الرصيف البحري لربط الزوارق حتى لا يسحبها الموج إلى منتصف البحر، فجاءت عاصفة هادرة أطاحت بهم في الماء، ومن شدة قوتها حركت الصخور التي كانت تستخدم ككاسر للأمواج!”.
ويضيف: “أحد العساكر كان قريباً منا فسلمناه طوق النجاة واستطاع العبور لبر الأمان، أما الأخر (الرقيب أول بحري ناصر الشمراني) فكان يبعد عنا، وكلما ألقينا له طوق نجاة أعاده التيار لنا”.
نداء الواجب
وحينما رأى “العتيبي” صعوبة موقف زميله، واستحالة نجاته بمفرده، قرر هنا القفز في الماء معرضاً حياته للهلاك، ولكنه لم يلق بالاً لذلك فنداء الواجب يحتم عليه ذلك، ويعبر عن ذلك بقوله: “وجدت نفسي تلقائياً ألقي بنفسي خلفه في الماء لإنقاذه، والسباحة حتى منتصف البحر، وسلمت له طوق النجاة، ولكن من شدة هلعه ترك الطوق وتعلق في رقبتي، فقمت بتهدئته حتى تمسك بالطوق، وسحبتنا الأمواج حتى اقتربنا من الجزيرة، ثم أكملنا الطريق سباحة حتى وصلنا للرصيف البحري”.
تكريم
وعلى الفور قام قائد الأسطول الشرقي نيابة عنه اللواء الطيار الركن محمد بن عبدالعزيز الثنيان، وبحضور العميد البحري الركن عودة صالح العنزي؛ بتكريم طلال العتيبي بشهادة شكر وتقدير لما قام به من عمل إنساني وبطولي، وتعريضه حياته للخطر؛ لإنقاذ أحد زملائه من الغرق.