دبي تنتج السلمون في الصحراء
للأمن الغذائي مساحة كبرى على خارطة إنجازات الإمارات خاصة المتعلقة بنقل تجارب بلدان أوروبية واستوائية مثل منصات التزلج الداخلية ومنتزه السفاري الأفريقي وأكواريوم الذي يعدّ واحداً من الأضخم في العالم كله.
ولا عجب أن يتحدث بدر بن مبارك، ابن الإمارات والمدير التنفيذي المسؤول لمزرعة «فيش فارم» بفخر قائلاً: «لقد أنتجنا من الصحراء أسماك السلمون وإنها لخطوة مميزة بحق».
ها هي دبي تستقدم بحيرات المياه العذبة الاسكتلندية إلى الإمارات وتربي أسماك السلمون التي تعيش في الأطلنطي داخل مزارعها.
الطلب على سمك السلمون هائل كما يقول مبارك، مضيفاً: «إذا خسرنا أحد هذين النوعين من تلك الأسماك سنواجه مشكلة أمن غذائي، إضافة إلى أن ظهور أي أزمة سياسية عالمية قد يؤثر على الاستيراد، ومن هنا ندرك أهمية ما نقوم به».
قبل ثمانية عشر شهراً بدأت مزرعة «فيش فارم» استقبال 40 ألفاً من صغار أسماك السلمون من مزرعة تفقيس طبيعية في شمال غرب اسكتلندا وآلاف البيض الأخرى من أيسلندا داخل مزرعة التفقيس الواقعة على الشواطئ الإماراتية، وتخطط المزرعة بدءاً من الخامس من أبريل الحالي لبيع أسماك السلمون الأولى التي تمت تربيتها في الإمارات للمطاعم المحلية، وداخل متاجر السوبرماركت.
وانطلاقاً من العام 2020 ستعمد «فيش فارم» إلى بيع أول أسماك السلمون التي ولدت وتربت في الإمارات 100 بالمئة، وذلك بعد أن فقست بيوض المجموعة الحالية وانطلقت عملية تربية الأسماك الصغيرة كي تصل إلى الحجم المخصص للبيع والمقدّر بثلاثة كيلوغرامات.
«هذا النوع من تربية أسماك السلمون الذي يحصل على الأرض وليس في البحر في الأجواء الحارة أمر لم يشهد له العالم مثيلاً من قبل، حسبما أكد مبارك، علماً أن أسماك السلمون لا تعيش إلا في المياه شديدة البرودة كاسكتلندا والبحر الشمالي وفي القارة القطبية الجنوبية وألاسكا والنرويج وبعض أجزاء جنوبي التشيلي.
ويتوقع أن تلبي أسماك السلمون التي تمت تربيتها في الإمارات، بشكل مبدئي على الأقل حاجة أسواق الأطعمة العضوية، حيث سترتفع تكلفتها ما بين 10 و15 بالمئة أكثر من السلمون المستورد. وتأمل الشركة بأن تتمكن من تقليص سعر المبيع مع الوقت بالتزامن مع انخفاض التكاليف، إلا أن ارتفاع الأسعار يعكس كذلك تفوق الأسماك العضوية من حيث الجودة، كما يشير مبارك.
ويضيف: «لا يمكن لأحد الاستخفاف بمنافع تربية المزارع، ذلك أسماك السلمون لدينا تتمتع بجودة أعلى وهي صحية أكثر وحلال مئة بالمئة».
ويولي صناع القرار في الإمارات اهتماماً خاصاً ومتزايداً لأهمية إنتاج الغذاء محلياً بغية تعزيز استدامة البلاد اقتصادياً وبيئياً، ومن هذا المنطلق فإن مزرعة «فيش فارم» منطلقة على الطريق الصحيح.