العرب تريند

“الحياة”.. إطلاق أول مركز للحد من الانتحار في العراق

أطلقت مجموعة من النشطاء العراقيين، مركزاً هو الأول من نوعه للحدّ من عمليات الانتحار ومساعدة الأشخاص الذين حاولوا الانتحار سابقاً، وذلك بالتزامن مع تقارير محلية تؤكد ارتفاع معدلاته في العراق منذ مطلع العام الجاري، خاصة بين أوساط الشباب من كلا الجنسين.
ووفقا لمصادر في وزارة الداخلية العراقية ببغداد، فإنّ أكثر من 30 حالة انتحار شهدتها البلاد منذ مطلع 2019 وتصدّرت بغداد وذي قار وديالى وبابل المدن العراقية المشهد، في حين تصدر الشبان والمراهقون لائحة المنتحرين، وتنوعت بين تناول مواد سامة وإلقاء أنفسهم من أعلى المباني والجسور أو الإقدام على شنق أنفسهم داخل منازلهم أو إطلاق النار على رؤوسهم.

وشهد الأسبوع الجاري، حالة انتحار صحافي عراقي يدعى علي الشمري، قام بتصوير نفسه قبيل انتحاره من على جسر في محافظة بابل يبرر خطوته، أعقبه إعلان حالة انتحار في بغداد لسيدة ألقت بنفسها من سطح مبنى مرتفع بحي الكرادة الراقي أمس الأربعاء.

وتعزو جهات عراقية عدة ذلك إلى مشاكل اقتصادية وارتفاع نسبة الفقر والبطالة في البلاد إلى معدلات قياسية، وانعدام وسائل الترفيه وقلة الخيارات للشباب العراقي على وجه التحديد.

وأعلن في العراق، أمس الأربعاء، عن تأسيس أول مركز للحدّ من تزايد حالة الانتحار باسم “مركز الحياة”. وقال المركز في بيان له إنّ تأسيس جهة معنية بمكافحة حالات الانتحار والوقوف على دوافعه يأتي بعد ارتفاع تلك الحالات والتي شهدت أرقاما كبيرة لم تسجل في العراق من قبل”.

ولفت البيان إلى أن أبرز أسباب حدوث حالات الانتحار تعود إلى الاضطرابات النفسية، أو الهروب من الصعوبات المالية، أو نتيجة لمشكلات في العلاقات الشخصية لكلا الجنسين والتي تلعب دورا بارزا في إقبال الشخص على هذه الخطوة.

وأضاف أنّ “دوره سيتضمن رصد وتحرّي حالات الانتحار والسعي لتصحيح مسار حياة الأشخاص الذين فشلوا في الانتحار بعد الإقدام عليه أول مرة، فضلا عن إعداد تقارير مُفصّلة تتضمن إحصائيات كاملة لتلك الحالات وإطلاع منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني عليها”، داعيا الجهات المختصة والمعنية في حكومتي بغداد وإقليم كردستان والمنظمات المحلية والدولية المهتمة إلى التعاون الوثيق للحدّ من هذه الظاهرة التي أخذت بالتزايد.

إلى ذلك، أكد أستاذ علم الاجتماع في جامعة بغداد، سعد الجبوري لـ”العربي الجديد”، أنّ العراق يعتبر من البلدان التي تشهد تزايدا في تسجيل حالات الانتحار على مستوى المنطقة العربية، عازيا ذلك إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وارتفاع معدل الفقر، والنزوح الذي شهدته مناطق شمال وغرب العراق بعد عام 2014.

وبيّن أنّ قلة الوعي وعدم وجود برامج خاصة من قبل رجال الدين ووسائل الإعلام للتوعية بمخاطر هذه الظاهرة الداخلية على المجتمع العراقي، أمور أدت إلى تفاقم ظاهرة الانتحار.

وكان عضو مفوضية حقوق الإنسان العراقية، فاضل الغراوي، قد أكد في وقت سابق أن الانتحار انتشر بشكل لافت في البلاد، مبينا أنّ طرق الانتحار متعددة كتناول الأدوية التالفة، والمواد السامة، وإطلاق الرصاص، والقفز من أماكن شاهقة.

وأوضح أنّ التحقيقات مع ناجين من محاولات انتحار، بينت أن الفقر يعدّ السبب الرئيس للإقدام على ذلك، مشيرا إلى أن الانتحار يكثر عند فئة العمر العشرينية.

المصدر
العربي الجديد
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى