“مترو الدوحة”.. وسيلة الجماهير للمتعة في مونديال 2022

أحمد يوسف: بدأت تظهر في العاصمة القطرية “محطات ذهبية”، ضمن مشروع قطار “مترو الدوحة”، الذي سيسهم بشكل كبير في تيسير حركة الجماهير خلال مونديال الدوحة 2022.

اكتمل بناء المترو بنسبة تتجاوز 90 بالمئة، وسيتم تفعيله بحلول عام 2020، تمهيدا لاستضافة قطر، للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، كأس العالم لكرة القدم، وهي البطولة الأكبر والأهم في العالم.

ومن أبرز ما يميز مونديال الدوحة 2022، حسب القائمين على البنى التحتية، هو إمكانية الوصول إلى كل الملاعب التي تستضيف المباريات خلال ساعة، بفضل المسافات المتقاربة.

وهو ما سيمكن الجماهير من حضور أكثر من مباراة في يوم واحد، دون إهدار وقت وجهد كبيرين في التنقل بين المدن والملاعب.

** للمرة الأولى

البطولة تستمر 28 يوما، وتقام مباراتها النهائية في 18 ديسمبر/ كانون أول 2022، بالتزامن مع اليوم الوطني لقطر.

وسيوفر المترو فرصة هي الأولى في تاريخ كأس العالم، لنحو مليون زائر إلى الدولة الخليجية لمتابعة مباريات البطولة، كونه أحد أضخم مشاريع البنى التحتية في قطر.

وللمرة الأولى، منذ أول بطولة لكأس العالم في أوروغواي عام 1930، ستسمح المسافات المتقاربة بين الملاعب في قطر لمن يرغب من الجماهير بمشاهدة مباراتين أو ثلاث يوميا من الملعب، خلال دور المجموعات.

للمرة الأولى، ستسمح المسافات المتقاربة بين الملاعب في قطر لمن يرغب من الجماهير بمشاهدة مباراتين أو ثلاث يوميا من الملعب

أطول مسافة بين ملعبين هي تلك الفاصلة بين ملعبي “البيت” و”الوكرة”، وتبلغ نحو 56 كم، بينما المسافة الأقصر بين ملعبي “خليفة الدولي” و”مؤسسة قطر”، وتبلغ 5.6 كم.

ولن تستغرق الرحلة بين أي من ملاعب البطولة الثماني أكثر من ساعة واحدة.

ما يعني أنه باستطاعة الجماهير تشجيع منتخبها المفضل في “الوكرة” جنوبي الدوحة في مباراة تقام بعد الظهيرة، ثم اللحاق بأجواء الإثارة في مباراة أخرى على ملعب “البيت”، بمدينة الخور شمالي قطر، مساء اليوم نفسه.

** أجواء نقل استثنائية

انطلاقا من الاهتمام بتوفير تجربة ممتعة وسهلة لنقل الجماهير، عملت قطر على تأسيس شبكة نقل حديثة، يعد المترو من أبرز عناصرها، وتنفذه شركة “الريل”.

تأسست شركة سكك الحديد القطرية (الريل) عام 2011 بموجب قرار أميري، نص على أن تتولى مسؤولية تصميم وتطوير شبكة السكك الحديد، ثم إدارتها وتشغيلها وصيانتها فور إنجازها.

تم تصميم عربات المترو ضمن ثلاث درجات، لتلبي احتياجات كافة الركاب، وهي: الدرجة الذهبية، والعائلية، والسياحية.

ويتم إنجاز المشروع على عدة مراحل، يتضمن أولها بناء ثلاثة خطوط من أصل أربعة، وهي (الأحمر والذهبي والأخضر)، و37 محطة، على أن يبدأ تشغيل الخطوط الثلاث في 2020.

عند اكتمال المرحلة الأولى، سيمتد “مترو الدوحة” لمسافة 79 كم، ليخدم ثلاثة خطوط.

خلال المراحل المستقبلية سيتم إنشاء خط إضافي (الأزرق)، وتوسيع الخطوط القائمة، وإنشاء أكثر من 60 محطة إضافية، بحلول 2026.

** يربط بين 5 ملاعب

سيوفر “مترو الدوحة” وسيلة نقل سلسلة وسريعة وصديقة للبيئة، وبتكلفة تناسب الجميع، لنقل الجماهير من وإلى الملاعب، ومناطق المشجعين، والفنادق، والشقق السكنية، بحسب تقرير للجنة العليا للمشاريع والإرث، وهي الهيئة القطرية المسؤولة عن مشاريع البنية التحتية الخاصة بالبطولة.

مترو الدوحة سيوفر وسيلة نقل سلسلة وسريعة وصديقة للبيئة، وبتكلفة تناسب الجميع لنقل الجماهير من وإلى الملاعب ومناطق المشجعين والفنادق والشقق السكنية

وخلال البطولة سيربط “مترو الدوحة” مباشرة بين خمسة ملاعب، مع توفير خدمات نقل أخرى من محطاته إلى الملاعب الثالث المتبقية.

والملاعب الواقعة ضمن شبكة المترو هي: “لوسيل”، “خليفة الدولي”، “راس أبو عبود”، “المدينة التعليمية” و”الريان”، أما الملاعب المتبقية فهي: “البيت” “الوكرة” و”الثمامة”.

** قطار كل 86 ثانية

كل 86 ثانية سيمر قطار، بفضل زيادة السعة الاستيعابية لنظام المترو، والتي وصل عددها إلى 110 قطارات، خاصة أثناء البطولة.

وهو يعتبر أحد أسرع القطارات دون سائق في العالم، وأسرعها في المنطقة، بسرعة تبلغ 100 كم في الساعة.

وفي قلب الدوحة، توجد محطة “مشيرب”، وستكون إحدى أكبر محطات المترو في العالم، وستلتقي فيها الخطوط الثلاث، لتكون نقطة تمرّ عبرها الجماهير في طريقها إلى كافة ملاعب البطولة، ضمن مفهوم استضافة قائم على “بطولة متقاربة”.

ويعكس تصميم محطات المترو الإرث الثقافي لقطر، عبر تصميم “الفضاء المقوس”، وهو مستوحى من خيام البدو التقليدية.