6 وفيات وعشرات الإصابات بالحصبة تستنفر تونس
تعيش محافظات القصرين وصفاقس والقيروان التونسية حالة استنفار بعد الانتشار السريع لمرض الحصبة فيها، وتسجيل ست وفيات بالمرض على الأقل ومئات الإصابات في مناطق عدة منها.
وأكد المدير الجهوي للصحة في القصرين (وسط غرب تونس)، عبد الغني الشعباني في تصريح لـ”العربي الجديد” اليوم السبت، أنّه لوحظ منذ بداية شهر يناير/كانون الثاني الماضي انتشار حالات الحصبة في الولاية وبلغ عدد الإصابات 622 حالة، في حين سجلت 6 وفيات من الرضع والأطفال، مضيفا أنهم بصدد تحيين الإحصائيات لا سيما أن عدد المصابين يرتفع يومياً، وجمع المعطيات سيشمل 6 مستشفيات محلية و10 أقسام استعجالية، متوقعا تصريح تلك الجهات بالإحصائيات الجديدة يوم الاثنين المقبل.
وأوضح الشعباني أنّ “مرض الحصبة منتشر في عديد البلدان وهو فيروس معد، ومن لا يخضع للتلقيح وتكون مناعته ضعيفة يتأثر أكثر من غيره بهذا المرض الذي قد يؤدي إلى الوفاة”، مؤكدا أن محافظة القصرين لم تشهد انتشارا للحصبة خلال السنوات الثلاث الماضية خلافاً لهذا العام. ورجح أن يكون تنقل المسافرين عبر الحدود، ونقلهم المرض من بلدان مجاورة أحد أسباب انتشار الحصبة في صفوف الأشخاص الذين لم يخضعوا للتلقيح.
وسجل انتشار الحصبة لدى مختلف الفئات من الأطفال إلى الشباب وحتى المسنين، كما انطلقت حملة تلقيح وصلت إلى 3700 جرعة تلقيح في القصرين كما أطلقت الدعوة لتلقيح الرضع.
وقال رئيس قسم الأطفال بمستشفى ابن الجزار بالنيابة في القيروان، الدكتور حسين المجول، اليوم السبت: “سجلت إصابة 25 طفلاً بالحصبة وهم في قسم الأطفال بالمستشفى”، مضيفاً في تصريح إعلامي أن طفلين رضيعين حالتهما خطرة ويخضعان حالياً للعلاج.
وأوضح المجول أن أغلب الرضع المصابين لا يتجاوزون عامهم الواحد، وبعضهم يعاني من نقص المناعة وهم من أوساط اجتماعية متواضعة، مشيرا إلى ضرورة تلقيح الأطفال للتوقي من مرض الحصبة، وحمايتهم من العدوى خصوصاً في الفضاءات التي يسهل فيها انتشار المرض.
وأوضحت مديرة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة، أمال بن سعيد، أن عدد الإصابات مرتفع مقارنة بالسنوات الماضية، التي سجلت بضع عشرات من المصابين. ولفتت إلى وقوع 6 وفيات بالحصبة حتى الآن، مضيفة في تصريح إعلامي أن الحصبة سريعة العدوى أكثر من نزلات البرد.
وبيّنت أن الرضّع الذين توفوا عمرهم أقل من سنة ومصابون بأمراض خطيرة أخرى إلى جانب الحصبة وبالتالي فإن مناعتهم ضعيفة، مشيرة إلى أن أغلب الحالات تشمل أطفالا دون سن التلقيح والذي يجري في سن العام ونصف العام، مؤكدة أنّ على الأولياء مراقبة حرارة أطفالهم، والمسارعة بعرضهم على طبيب لتشخيص الأسباب إن كانت حصبة أو غير ذلك.