لماذا يُريد فيفا مونديال قطر بـ 48 منتخباً؟
يعقد الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في ميامي بالولايات المتحدة الأميركية اليوم الخميس وغداً الجمعة، اجتماعاً سيشهد العديد من القضايا، أبرزها مناقشة إمكانية زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم بقطر 2022، من 32 إلى 48 منتخباً.
وسيشكل القرار في حال تم اعتماده فيما بعد، تحدياً للدوحة التي أُسند إليها تنظيم كأس العالم في عام 2010، وبنت استعداداتها منذ ذلك الحين لمونديال يضم 32 منتخباً، وقطعت شوطاً كبيراً في ذلك الأمر، لكن كلّ ذلك بيد الدولة المستضيفة قطر التي منحها “فيفا” الحق في اتخاذ القرار، بعدما سبق وأكد أن “أي تغيير في خطط البطولة سيكون بالاتفاق مع قطر باعتبارها الدولة المضيفة، وأي اقتراحات بخصوص البطولة ستكون بالاتفاق بين قطر وفيفا”.
وأعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم إنفانتينو بأن (فيفا) يدرس زيادة عدد الفرق المشاركة في كأس العالم إلى 48 منتخباً بدءاً من النسخة المقبلة العام 2022، ما يشكل تحدياً جديداً لقطر، واعتبر إنفانتينو أن الأزمة الخليجية لا ينبغي أن تؤثر على إقامة مباريات ضمن مونديال قطر 2022 في دول خليجية أخرى في حال زيادة عدد المشاركين إلى 48 منتخباً، وأن هذه الخطوة ستكون “مفيدة” للمنطقة والعالم أجمع من وجهة نظر رئيس الاتحاد.
وقال إنفانتينو إن فكرة تنظيم مونديال مشترك ستكون بمثابة محاولة لإذابة الجليد بين دول الخليج، وستكون مفيدة للعالم أجمع، وتابع: “إذا كان في مقدورنا زيادة عدد المنتخبات إلى 48 وجعل العالم سعيداً، علينا أن نحاول ذلك، وإذا تمكنا ربما من أن نقنع بعض الدول المجاورة في منطقة الخليج، لاستضافة بعض المباريات في كأس العالم، فسيكون بالتأكيد أمراً مفيداً، ليس فقط للمنطقة، بل العالم أجمع على ما أعتقد”.
وفي حين أكد رئيس فيفا إدراكه لـ “التوترات” السياسية في المنطقة، رأى أنه يعود لقادة الدول “أن يتعاملوا معها، لكن ربما، أعرف أن من الأسهل الحديث عن مشروع مشترك في كرة القدم، من التحدث عن الأمور المعقدة”، مضيفاً: “إذا أمكننا أن نساعد الناس في الخليج، وكلّ الدول في العالم، في تنمية كرة القدم، وإذا أمكننا أن نبعث برسالة إيجابية للعالم يجب أن نحاول القيام بذلك”.
وأضاف: “في حال لم نتمكن من ذلك، سنحظى بكأس عالم رائعة في قطر مع 32 منتخباً”. ولمّح إنفانتينو سابقاً إلى التواصل مع دول أخرى في المنطقة لاستضافة مباريات أو منتخبات، علماً أن هذه الخطوة قد تكون لها محاذير لوجستية وسياسية في ظل الحصار على قطر، مؤكدا أن الفيفا لن يضغط على قطر كي تنظم بطولة بمشاركة ثمانية وأربعين منتخباً.
وكشفت دراسة جدوى من الاتحاد الدولي لكرة القدم أن توزيع بعض مباريات كأس العالم 2022، ورفع عدد المباريات من 64 إلى 80 من شأنه أن يزيد إيرادات المونديال بحدود 400 مليون دولار، خاصة من خلال حقوق البث والإعلانات التجارية والرعاة وغيرها من الأمور التي من الممكن أن تدر الأموال بسبب كأس العالم، لكن كلّ ذلك سيكون مرهوناً بموافقة كونغرس “فيفا”، ومن ثم بالاتفاق مع قطر صاحبة الحق في استضافة كأس العالم 2022.