عدد صادم للأردنيين بالسجون السورية.. وغموض بالتفاصيل
كشفت صحيفة أردنية، عن عدد صادم للأردنيين المعتقلين في سجون النظام السوري منذ عودة العمل في معبر نصيب-جابر الحدودي بين سوريا والأردن.
وبحسب صحيفة “الغد” الأردنية، فإن 30 أردنيا اعتقلوا بعد افتتاح المعبر في 15 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تم الإفراج عن سبعة منهم فقط حتى الآن.
ويعد هذا العدد كبيرا، لا سيما وسط عودة العمل رسميا في المعبر الذي يعد شريانا تجاريا للأردن، ما قد يثير الذعر لدى الأردنيين من استخدامه.
وبحسب الصحيفة ذاتها، فإن نحو 50 أردنيا آخرين لا يزالون في السجون السورية، تم اعتقالهم قبل افتتاح معبر نصيب الحدودي.
وتواصلت “عربي21″، مع الخارجية الأردنية، التي فضلت عدم التعليق على الإحصائية، إلا أنها توجهت بطمأنة الأردنيين، بأن الحكومة “تعمل على مدار الساعة” من أجل الإفراج عن الأردنيين المعتقلين في سوريا.
وأكدت الوزارة أنها “تتواصل بشكل دائم مع الحكومة السورية”، من أجل الوقوف على أوضاع الأردنيين المعتقلين، وللسعي من أجل الإفراج عنهم.
وقال متحدث باسمها لـ”عربي21”: “إننا نتواصل بشكل شخصي مع أهالي المعتقلين في سوريا، ونقوم بإطلاعهم بشكل فردي على آخر المستجدات بشكل مستمر”، رافضا الحديث أكثر عن تفاصيل القضية.
من جهته، قال محمد شقيق الأردني المعتقل في سجون النظام السوري بعد افتتاح معبر نصيب، الصحفي عمير الغرايبة، إن الحكومة بالفعل تتواصل معهم باستمرار من أجل الوقوف على مستجدات اعتقال ابنهم في سوريا.
وأضاف لـ”عربي21″، أن الخارجية الأردنية أبلغتهم أمس الاثنين، بأنه تم استدعاء القائم بأعمال السفير السوري في السفارة بعمان أيمن علوش، لثلاث مرات، وأنها أبلغتهم، بضرورة تعجيل الإفراج عن عمير وأن قضيته طالت جدا، ولا مزيد من التفاصيل الأخرى.
وقال إن “النائب المحامي عبد المنعم العودات، وعدنا بأن هناك أخبارا سارة الأسبوع المقبل، لكن لا ندري إن كان يقصد بها عودة عمير إلى الوطن، أم فقط معرفة مصيره تحديدا، لا نعلم”.
ولكنه ذهب إلى أن ما يقدم لهم حتى الآن “وعود فقط”، وأنهم بانتظار أي تطور حقيقي لقضية اعتقال ابنهم عمير الغرايبة.
وسبق أن نقلت صحيفة “الغد” الأردنية، عن “مصادر مطلعة” أن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين تواجه برفض حكومة النظام السوري التجاوب معها، والإفصاح عن أعداد المعتقلين الأردنيين في السجون السورية، وكشف تفصيلات عن قضاياهم ومدد محكومياتهم وتواريخها.
اعتصام أمام السفارة السورية
من جانبه، أكد محمد الغرايبة، أن عشيرته تتجهز للاعتصام أمام السفارة السورية في عمّان، من أجل الإفراج عن المعتقلين الأردنيين في السجون السورية.
وقال إنهم سيسعون إلى أن يشمل الاعتصام أهالي المعتقلين الأردنيين في السجون السورية كافة، للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم.
“أخبار سارة”
بدوره، قال النائب الأردني، المحامي عبد المنعم العودات، إنه تواصل مرارا مع الجانب السوري، بخصوص قضية أحد المعتقلين الأردنيين في سوريا، وهو عمير الغرايبة، وأنه وفق ما اطلع عليه خلال محادثاته مع القائم بأعمال السفير السوري في عمان، فإن الأسبوع المقبل، سيشهد أخبارا سارة بالفعل.
وأضاف أن السفارة السورية وعدتنا بأنه سيتم توضيح مكان احتجاز الغرايبة وتفاصيل اعتقاله.
وأكد أن التقارب الأردني السوري والعلاقات بين البلدين تستوجب المضي بهذا الملف، وأن هناك تقدما يتم إحرازه بهذا الشأن.
من جهته، علق رئيس مركز حماية وحرية الصحفيين، نضال منصور، على الإحصائية حول أعداد الأردنيين في سجون سوريا، بالقول إن “على الحكومة الأردنية أن تتابع بشكل حثيث تطورات أوضاعهم، وأن تعمل على ضمان حرية وأمن الأردنيين، لا سيما مع عودة فتح المعبر الحدودي بينهما”.
وأضاف لـ”عربي21″، أن “العمل المشترك والتعاون بين البلدين ضرورة بحسب الحكومة الأردنية، ولكن هذا الملف يضر بذلك”.
ودعا النظام السوري إلى “التعاون والتجاوب مع الأردن في ملف المعتقلين”، مؤكدا أن الحكومة الأردنية مطالبة بحماية مواطنيها، وأن تعمل على الإفراج عنهم.
وعن أوضاع المعتقلين، قال إن مؤسسته كمنظمة حقوقية تسعى إلى متابعة ملف المعتقلين الأردنيين لا سيما أن أحدهم يعمل صحفيا، وهو عمير الغرايبة، ولكنه لم يحصل بعد على معلومات جديدة عن وضعه.
وسبق أن سرب موقع سوري معارض، وثائق بأسماء قرابة التسعة آلاف اسم لمواطنين أردنيين، وصفوا بـ”المطلوبين” للنظام السوري، الأمر الذي تسبب بخشية أردنيين من الذهاب إلى سوريا، بعد افتتاح معبر نصيب.
وزاد من الأمر، اعتقال أردنيين بالفعل بعد افتتاح المعبر، وفق “الغد” التي قالت إن إحصائية رسمية قدرت عددهم بالعشرات.
ولا يعرف بعد عدد الأردنيين الحقيقي للمعتقلين منهم في سجون سوريا، ولا الاتهامات الموجهة لهم، ومحكومياتهم بدقة، وتكتفي الحكومة الأردنية بالتأكيد على أنها تتواصل مع الجانب السوري بخصوص هذا الملف، لكن دون تأكيد أي تعاون لدمشق معها.