العرب تريند

مناورات جيش الاحتلال في الضفة تقرع كل أجراس الإنذار في الأردن: ما هي الخطوة التالية بعد إعلان الحرب؟

بدت الدوائر الرسمية الأردنية أقرب إلى المنطق الذي يفترض بأن الإدارة الأمريكية الحالية ولأسباب تكتيكية، لها علاقة بتداعيات العدوان الإسرائيلي الإجرامي على قطاع غزة، خلافا لأسباب أخرى مرتبطة بحسابات انتخابية تحت سياق ضغط اليمين الإسرائيلي لإنجاز شكل من أشكال وأنماط التحريك الديموغرافي في قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب.

وهو الأمر الذي ينظر له الأردن الرسمي بارتياب شديد، ويعتبره أساسا لإضفاء الشرعية على فكرة تحريك كتلة ديموغرافية كبيرة من السكان الفلسطينيين من منطقة إلى منطقة.

ورغم أن الأردن أعلن أنه سيعتبر تهجير السكان قسرا من غزة باتجاه مصر أو من الضفة الغربية باتجاه المملكة الأردنية الهاشمية بمثابة “إعلان حرب سيضطر للتصدي لها” إلا أن النخب الرسمية والسياسية انشغلت تماما خلال اليومين الماضيين في تحديد وتفسير الخطوات التي ستتبع إعلان الحرب، إذا ما تمكن اليمين الإسرائيلي من الحصول على تفويض أمريكي جديد يسمح بتحريك سكان غزة، الأمر الذي يقرع في الذهن الأردني كل أجراس الخطر.

غرقت النخب الأردنية في محاولة للإجابة على سؤال محدد ومفصل بعنوان: “ما الذي ينبغي أن نفعله في حال برزت مؤشرات على عملية أمنية وعسكرية إسرائيلية بدأت فعلا بالضفة الغربية في اليوم التالي بعد إعلان ما يجري باعتباره إعلان حرب على الأردن والأردنيين؟”.

لا توجد إجابة واضحة حتى الآن، ووزير الخارجية أيمن الصفدي عندما سُئل عن تفسير ذلك، وعما إذا كان يعني أن الأردن سيدخل في حالة حرب وصدام عسكرية، أجاب بأن الأردن ليس بصدد إعلان عمل عسكري ولا أحد يطالبه بذلك.

لكن دون ذلك عمليا، لا يوجد تفسير محدد في الذهن الرسمي الأردني على الأقل، لصيغة إعلان حرب في حال تأثير مناورات عسكرية إسرائيلية تم الإعلان عنها يوم الإثنين في الضفة الغربية والمدن الأساسية، في وقت تبدو الضفة أقرب إلى حافة انهيار الوضع القانوني كما يصفه الملك عبد الله الثاني.

يجتهد رسميون بالإشارة إلى أن الفوضى التي يمكن أن تثيرها هذه المناورات العسكرية والأمنية الخطرة الآن في الضفة الغربية وسط جو ساخن ومحموم، ووسط عمليات حربية في عمق عدة مخيمات في نابلس وطولكرم وجنين، تشكل إنذارا مبكرا لاحتمالات التصعيد العسكري.

وبدأ الأردن ينظر بقلق شديد لهذه المناورات التي أُعلن عنها مؤخرا؛ لأنها قد تعني الاستعداد لبروفات تهجير سكانية في الضفة الغربية.

ومن المرجح في الفهم الأردني عمليا حتى الآن، أن نجاح السيناريو الإسرائيلي بإقناع الأمريكيين حتى اللحظة، بأن تحريك السكان من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، يمكن أن يؤسس لحالة تُهزم فيها حركة حماس تسليحيا وعسكريا، بمعنى التأسيس لمشهد النصر الإسرائيلي الذي يحتاجه اليمين المتطرف ويبحث عنه الأمريكيون.

مناورات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، أطلقت جرس إنذار قويا في عمق المؤسسات الأردنية؛ لأن القصف على غزة يوتر الأجواء ويؤزمها.

ولأن احتمالات التصعيد العسكري إقليميا في أكبر فرصها، ولأن وضع الضفة الآن في حالة هشاشة قياسا لوجود سلطة مقاومة صلبة جدا، وتواجه العدو في قطاع غزة، وبالتالي، يرى الأردن في أعماق تساؤلاته عن تداعيات المشهد في فلسطين المحتلة، بأن خطر التهجير القسري سيختبر كل الأوراق الرابحة والخاسرة. وسيضع الدولة الأردنية قريبا أمام احتمالات وسيناريوهات تصعيدية غير متوقعة، بدلالة أن المناورات العسكرية في عمق الضفة الغربية وبين مدنها ومستوطناتها، تقرع فعلا جرس المخاطر في الذهن الأردني.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى