منازل تلفها السحاب فوق جبل سعودي
على ارتفاع 12 ألف قدم، تشاهد البيوت المتناثرة على الجبل الشهير ” #فيفا ” لتنساب السحب من بين تلك المنازل في موقع يعتبر أحد أشهر المرتفعات في #السعودية ، والتي تختضر أراضيها بالزراعة طوال العام، عبر مدرجاتها الزراعية الحاضنة للعديد من الفواكه منها “البن، والموز، والريحان” والتي غذت رمزاً من رموز الزراعة في السعودية في التنوع الزراعي بين السهل والجبل.
ويعول الفيفيون على “البن” كمصدر مهم لدخلهم من الزراعة، وبدأت برامج زراعية لإنتاج البن بكميات تجارية بعد تجارب جودة عالية لهذا المنتج في مرتفعاتها، في حين يقدر ساكني الجبل بأكثر من 60 ألف إنسان، يقطنون كافة أنحاء الجبل على مختلف ارتفاعاته، على الرغم من صعوبة الوصول إلى بعض مناطق الجبل، فهناك الممرات الضيقة التي تمر على المنازل الواقعة في عرض الجبل، قبل أن تصل لقمة فيفا المطلة من فوق السحاب، وتعد قمة العبسية أعلى قمة في الجبل.
فيفيا عبر التاريخ
غفل الكثير من الرحالة عن توثيق جبل فيفا، لصعوبة صعوده، رغم وروده في كثير من كتب البلدانيين، وقد ذكره الهمداني في توثيقه بلدان عسير ومرتفعاتها، فيما وصفه “فلبي” أنه منطقة جذب تصلح لمتسلقي الجبال، ومنظره مدهش وبالغ الجمال في التفاف الجبال حول بعضها البعض ومدرجاته الزراعية الشهيرة.
ويحافظ الجبل على درجات حرارة متميزة طوال العام، فهي باردة صيفاً ودافئة في فصل الشتاء، كما يتميز الجبل بالضباب في فصل الصيف، وهو ما يجعل لهذا المكان سحره وجماله.
ويتميز أهالي فيفا بجمال الصوت الجبلي، وفيهم كثير من الفنانين، كما أن لأهالي فيفا لهجة خاصة مرتبطة باللغة العربية الفصيحة بمفردات تقترب من لغة خولان.
زراعة المدرجات
زراعة المدرجات واحدة من عناصر الجمال في فيفا، فهي دائمة الخضرة والزراعة، وهناك زراعات صيفية وأخرى شتوية، تعتمد على الأمطار في بعض الأحيان، وتنتج فيفا محاصيل الحبوب المتنوعة البن والقمح والذرة والشعير والدخن والبر عبر زراعتها في مواسمها على مدرجاتها الزراعية الشهيرة .
وينتج الجبل فاكهة المانغو والليمون والسفرجل والموز، ومنتجات متعددة أخرى ينتجها الجبل بكميات غير تجارية ولم يتم التوسع في زراعتها، كما ينتج أهالي فيفا النباتات العطرية الكادي والنرجس والريحان عبر إنباتها بشكل طبيعي في عرض الجبل وبين ممرات الناس في منازلهم، لتعطي الجبل ميزة وجود هذه النباتات العطرية.
مستقبل الجبل
السياحة وزراعة البن، عنصران يعول عليهما أهالي فيفا في جذب مزيد من الاستثمارات للجبل، الذي تلتف السحاب حوله وتغطي مساحاته الضباب في فصل الصيف، حيث يعد الجبل من أهم المواقع السياحية في جازان، ويقصده كثير من محبي الأجواء الباردة في فصل الصيف والهاربين من المناطق الحارة.
“ماجد سنقوف” مصور فوتوغرافي، وثق كثيراً لجبل فيفا، فهو مقصد محبي الطبيعة والشغوفين بتصويرها، فهو دائم التردد على الجبل لتصويره والاستمتاع بمناظره الخلابة.