هذا ما فعله القاضي بأحدهم تسلل إلى حساب زوجته في فيسبوك
اللعب بحسابات الآخرين في مواقع التواصل، خصوصاً Facebook الشهير، أخطر أحياناً من اللعب بالنار في إيطاليا، ففيها اعتبرت محكمتها العليا منذ يومين أن دخول أحدهم إلى حساب شريك حياته من دون إذنه هو جريمة، ولو زوده بكلمة السر المفترض أن تكون مكتوبة وموقعة كدليل، وإلا حل بكل مسترق النظر على خصوصيات سواه، ما حل في جزيرة صقلية القريبة من “الحذاء الإيطالي” على الخارطة، بزوج هو كالطبق الشهي لوحش الغيرة المفترس، لأنه شكاك وسريع الميل إلى الظن الآثم.
ولم تزود المحكمة وسائل الإعلام المحلية باسمي الزوج المتسلل وضحيته، لخضوح ما حدث بينهما إلى قانون الخصوصيات العائلية، بل فقط بحيثيات وموجبات ما عاقبه به القاضي على اكتشافه كلمة السر التي اعتادت زوجته استخدامها ليفتح لها “فيسبوك” أبواب التجول بحسابها، وفقاً لما ألمت به “العربية.نت” مما ورد الخميس في موقع صحيفة La Sicilia بالجزيرة، وفي خبرها نقلت عما ورد في وكالة “أنسا” الإيطالية أيضاً، من أنه كرر دخوله إلى حسابها لينظر بالصغيرة والكبيرة فيه.
كان بينهما شجار يومي، حتى نشر الزوجان غسيلهما على حبال الانترنت، فعلمت به المحكمة
ويبدو أن الزوج شعر بما أشعل فيه فتيل الغيرة، إلى درجة أن الشجار بينه وبين زوجته بدأ يحتدم ويتم تعليقه كما الغسيل على حبال الإنترنت، حتى وصل صدى مشكلته في سبتمبر 2017 إلى محكمة تسلمت منه طلب طلاق من زوجته، وخلال نظرها بالطلب علمت منه بالذات أنه كان يزور حسابها، لأنه عزز طلبه بما وجده من موحيات في الحساب، تفاءل بأن تعتبرها المحكمة قرائن على إمكانية خيانتها له فتسرع ببت طلاقه، إلا أن دخوله الحساب “فرّخ” دعوى رفعها الادعاء العام عليه، ملخصها أن هذا الرجل هو كما حصان طروادة في البيت، يتجسس على زوجته.
وحرمها من حسابها أيضاً
فصلوا طلب الطلاق عن دعوى تسلله إلى حساب زوجته الفيسبوكي، وعاقبوه، فانتفض وتقدم باستئناف استند فيه إلى أن زوجته هي التي سمحت له بزيارة حسابها حين كانت الأمور بينهما “لبن على عسل” كما يقولون، فاكتشف أن كلمة السر التي تستخدمها ضعيفة جداً، ويمكن بحسب ما استنتجته “العربية.نت” من سياق الخبر، أن يتعرف أي كان إليها، لذلك غيّرها إلى واحدة صعبة، لكن الادعاء العام أثبت أنه قام بتصوير نص “دردشي” النوع بينها وبين “فيسبوكي” آخر تعرفت إليه، وهذا طبيعي لبعض المبحرين في مواقع التواصل بأوروبا، إلا أن الزوج الغيّور الشكاك لم يبلغ زوجته بكلمة السر الجديدة، فحرمها من حسابها أيضاً.
قام بتصوير دردشة بين زوجته وفيسبوكي آخر، ليوحي بأنها ربما كانت تخونه
المحكمة اعتبرت أن ردة فعله كانت “نتيجة صراع بينه وبين ما ظن أنه رغبة “فيسبوكية” لدى زوجته بالتعرف إلى آخر، من دون سند ولا دليل” لذلك حكموا عليه بدفع 5000 يورو، تعادل 6650 دولاراً، منها 2000 غرامة والباقي تعويضات للزوجة التي تجسس على خصوصياتها في بلد يعاقب المتعرف من دون إذن مكتوب إلى Password عائدة ككلمة سر لشخص آخر ودخوله إلى حسابه، بغرامات ودفع تكاليف المحاماة، كما وبالسجن 3 سنوات، إلا أن القاضي أغفل السجن رأفة بمن رآه على عتبة الطلاق وأسيراً للغيرة وتوابعها من شكوك وظنون.