هكذا كان “عيد الحب” في السعودية لهذا العام
نشر موقع “بلومبيرغ” تقريرا أعدته دونا أبو ناصر، تقول فيه إن السعودية تتعامى عن “عيد الحب” هذا العام، وسمحت للمحتفلين به بإحياء ذكراه بهدوء.
ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، إلى أن المزاج في محل بيع الزهور كان نابضا بالحياة مثل الألوان، فتم عرض أزهار مزيفة حمراء ونرجس والفاونيا، التي كانت جنبا إلى جنب مع الأزهار الطبيعية الموضوعة في غرفة التكييف.
وتلفت أبو ناصر إلى أن المحل عرض قلوبا حمراء ورقية مثبتة على عصي، وكلمة “أحبك” مكتوبة بالأبيض، وكلها تؤشر إلى أن عيد الحب قد وصل إلى السعودية، مشيرة إلى أن ما كان واضحا في هذا العرض من الزهور والقلوب والألوان في شارع مزدحم في وسط الرياض هو غياب الخوف.
ويذكر الموقع أن فترة عيد الحب في السعودية كانت متوترة، حيث حاول فيها أصحاب المحلات تفادي الحكومة وإحياء مناسبة تحرمها السلطات الدينية، لافتا إلى أن ما كان عيد حب بالتهريب يتم تسويقه لنخبة من الزبائن، أصبح اليوم يزحف ببطء وهدوء في الشوارع الرئيسية في السعودية.
وينوه التقرير إلى أن “الإعلانات الواضحة قد لا تلاحظ مثل مصر ولبنان، لكن عينك قد تقع على إعلان يخبرك بأن السكان يحضرون لوصول ألهة الحب كيوبيد”.
وتعلق الكاتبة قائلة إن التحول في المواقف يمثل تناقضا ظاهريا في قلب السعودية الجديدة بقيادة محمد بن سلمان، فحملة اعتقالات ضد المعارضين أرسلت رسالة إلى من تسول له نفسه بالمعارضة بأنه سيخاطر بحريته وسجن طويل في حال لو انتقد قيادة المملكة.
ويستدرك الموقع بأن الدولة تبدي ليونة في المواقف على الأطراف من ناحية السماح للحفلات الموسيقية والسينما، وسمحت للرجال والنساء بالاختلاط بحرية، لافتا إلى أنه لا توجد إعلانات حكومية تشير إلى رفع الحظر عن الاحتفال بعيد الحب، إلا أنه خلافا لما كان في السابق، فإنه لا توجد قيود تمنع بيع الأشياء المتعلقة بيوم الحب.
ويفيد التقرير بأن المحلات ذاتها في الرياض هذا العام اتبعت الإجراءات المألوفة ذاتها، فوقعت تعهدا لدى الشرطة الدينية بعدم تخزين الزهور الحمراء، ونقل المواد المثيرة إلى الفيلا القريبة وبيعها للزبائن الذين يتم الوثوق بهم، والدعاء بألا تتم معاقبتهم، مشيرا إلى أن العقوبات تشمل سجن صاحب المحل.
وتشير أبو ناصر إلى أن العاملين في المحلات عندما لاحظوا أنه لا رقابة على نقل المواد الخاصة في عيد الحب من الزاوية إلى مكان واضح، فإنهم عدوا ذلك إشارة إلى أنه لا توجد معارضة من السلطات، وقال عامل في محل: “لم يحصل وأن مر علينا عيد فالنتاين مفتوح كهذا”.
ويقول الموقع إن رجال الشرطة الدينية، الذين يخشى أصحاب المحلات منهم، لم يأتوا لزيارة المحلات كما هي العادة، ولم يتوقفوا عند المطاعم بتحذيراتهم المعهودة لأصحابها بعدم استخدام الشموع وأغطية الطاولات بألوان ترتبط بعيد الحب، الأحمر والزهري والأبيض.
وينقل التقرير عن المهندس فهد بن ناصر (28 عاما)، قوله إنه لا يهتم لو احتفل السعوديون بعيد الحب، لكنه ليس كذلك، “فهو بدعة لا يقبلها الإسلام.. لا أحتفل بعيد ميلادي للسبب ذاته”، مشيرا إلى أن سارة (25 عاما) تبنت المنتج الغربي، لكن بطريقة سرية، وفي مجمع يضم عاملين أجانب، قائلة: “أخاف الاحتفال به في الخارج”، وقرر محل المجوهرات الراقي الذي تعمل فيه أن يترك القلوب الذهبية والماسية في الصناديق، وعدم عرضها حتى لا يلفت الأنظار، فيما تجرأت محلات في عروضها، فعرض أحدها حاملات صدر حمراء وبعرض اثنتين بسعر واحدة “لحب أكثر”.
وتورد الكاتبة نقلا عن نادل في فندق راق، قوله إن المدير أمره بخلق جو رومانسي على الطاولات بشموع حمراء وأزهار على الطاولة.
ويختم “بلومبيرغ” تقريره بالإشارة إلى أنه في المدن البعيدة عن الرياض، وأقل محافظة مثل جدة والخبر، فإن المواقف أكثر راحة، فوضع محل للكعك في الخبر صورة لكعكة على شكل قلب، وعليها عبارة “كعك شباط وصل.. هي لشباط وليست لغيره”.