3 نساء كسون الكعبة على مر التاريخ.. هذه أشهرهن!
عظم العرب قبل الإسلام الكعبة المشرفة، فهي محط أفئدتهم، حتى إنهم يلبسون الكعبة بكسوة، كأحد مظاهر التبجيل والتعظيم لهذا المكان الذي لا يعادله مكان في الأرض.
وكان الناس حينها يتسابقون على كسوة الكعبة، رغم مشقة ذلك، لأن قريش لا تقبل بالكسوة إلا أن تكون ذات قيمة تليق بمكانة البيت العتيق، كما أن الكعبة تحتاج لكمية كبيرة من الكسوة بارتفاعها الكبير الذي يصل 15 متراً وأضلاعها البالغة 12 متراً.
وكانت الكسوة مقتصرة على المقتدر ومن يملك المال من الرجال، وكانت قريش بحسب السيّر “ابن هشام” تسترفد الكسوة من القبائل بحسب احتمالها، حتى ظهر أبو ربيعة بن المغيرة المخزومي، الذي تاجر باليمن حتى أصبح من الأثرياء، فعرض على قريش أن يكسوها لوحده سنة، وقريش تجتمع لتكسوها سنة أخرى، وكان يفعل ذلك حتى مات قبيل ظهور الإسلام، وأطلقت عليه قريش العدل لأنه يعدل بفعله قريشا كلها.
المرأة وكسوة الكعبة
لم يكن دور المرأة بشراكتها الفعلية بكسوة الكعبة سواء بالمساعدة أو بالعمل والحياكة، ولم تذكر كتب السيّر إلا ثلاث نساء كسون الكعبة لوحدهن، أولهن النوار بنت مالك، وهي أم زيد بن ثابت الصحابي وقد قالت: “رأيت على الكعبة قبل أن ألد زيد بن ثابت وأنا به نسوء -وهي حامل به- ما طرف خز خضراء وصفراء وكرارا وأكسية من أكسية الأعراب وشقاق شعر” وعدها المؤرخون ممن كست الكعبة ونالت شرف ذلك.
فيما شاركت إحدى النساء بالكسوة مشاركة عدها المؤرخون كسوة، وهو ما قال عمر بن الحكم: “نذرت أمي بدنة تنحرها عن البيت، وجللتها شقتين من شعر ووبر فنحرت البدنة وسترت الكعبة بالشقتين، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة ولم يهاجر يوم ذاك”.
فيما يُسجل للمرأة كسوة كاملة قبل الإسلام، وهو مافعلته نتيلة بنت جناب أم العباس بن عبدالمطلب، وهي أول عربية كست البيت الحرام بالديباج والحرير وأصناف الكسوة المختلفة.
وتذكر المراجع، أن نتيلة عندما أنجبت العباس بن عبدالمطلب وشب قليلاً، ضاع وفقدته وهو دون سن التمييز، فنذرت إن هي وجدته أن تكسو الكعبة فوجدته ففعلت نذرها.
وتعد نتيلة المرأة الوحيدة التي كست الكعبة كاملة وغطتها، نتيجة نذرها الكبير، وكانت كسوة الكعبة من الأمور الشاقة على قريش في تلك الفترة، لعدم توفر الأكسية بحجمها الكبير وبكميتها الوافرة، فلم تكن مكة من الأماكن التي تكثر فيها الكسوة، فتجلب من اليمن في الرحلات الإيلاف التي خلدها القرآن.
وكانت نتيلة آخر امرأة كست الكعبة قبل نحو 1500 عام، بعد أن سيطرة قريش على مكة وما حولها في شرف لم تنازعه العرب قبيلة قريش وقد سادت بهذا الشرف.