أم تنتظر ولدا خطف قبل سنوات.. “كلما قرع باب يلوح وجهه”
بدأت مأساة، ليلى هاشم، ابنة البصرة العراقية، يوم 2007/4/20، حين ذهب ابنها حيدر للبحث عن لقمة عيشه.
ألم تلك الأم العراقية لا يزال مستمراً منذ تلك اللحظة التي قام فيها ولدها إلى فتح باب المنزل مغادراً.
وفي تفاصيل مسيرة الانتظار المريرة هذه، التي امتدت لأكثر من 11 سنة، قالت ليلى للعربية.نت إن ابنها خرج في ذلك اليوم يبحث عن عمل أو وظيفة، لكنه لم يعد”، وما زالت تنتظر.
وأردفت: “في 2007/4/20 قال لي ابني حيدر إنه وجد عملاً وسيذهب إليه اليوم”، مضيفة أن ابنها كان مصراً على العمل لإعانة أسرته لا سيما بعد وفاة والده إثر مرض ألم به، ما وضع العائلة في ظروف معيشية صعبة.
وقالت: “طرق حيدر كل الأبواب بحثاً عن عمل دون جدوى، وحين وجد مراده من أجل إعانة أسرته وزوجته وابنه ابن الـ 8 أشهر، خطفته أيادي مجرمة.”
إلى ذلك، أوضحت أنه بعد اختفائه، بحثت عنه في كل مكان، من المستشفيات ومراكز الشرطة إلى السجون، لكن كل محاولاتها باءت بالفشل.
ابن يسأل “متى يعود أبي”
وتابعت الأم مفطورة القلب، قائلة: “تركنا حيدر وعمر ابنه لم يتخط ال 8 أشهر وهو الآن يبلغ من العمر 12 عاماً وفي كل يوم يسألني متى سيعود أبي، فأقول له قريباً.”
كما أكدت أنها مؤمنة بأنه سيعود في يوم ما، وقالت: “لم أفقد الأمل رغم مضي السنين، أنا وزوجته متمسكتان بالأمل، وكلما طُرق الباب علينا أقول ربما عاد حيدر.”
إلى ذلك، روت ليلى للعربية.نت ما عانته من ظروف صعبة، إلى جانب ألم فقدان الابن وضياعه، مشددة على أن الدولة العراقية لم تلتفت إليها، ولم تنظر لحالها ولحال أسرتها رغم فقدانها المعيل الوحيد، مطالبة حكومة البصرة المحلية والحكومة المركزية في بغداد بمساعدة ابن المفقود الذي لم ير أباه منذ أن فتح عينيه على الدنيا.
لحظات رعب عاشتها بين 31 جثة
إلى ذلك، روت ليلى قصتها مع “الطب العدلي”، يوم سمعت أنباء تفيد بأن سيارة توقفت وخطفت ابنها، فذهبت إلى قسم الطب العدلي، حيث أخبروها أنهم استلموا 31 جثة/، قائلين لها: “ادخلي وتعرفي على ابنك إذا كان موجوداً.”
تلك اللحظات الأليمة روتها الأم للعربية.نت، حيث دخلت يعتريها الخوف والرعب من أن ترى ابنها بين الجثث.
ابن حيدر
وقالت: “دخلت ونظرت إلى جثث 31 إنسانا تم قتلهم بطرق بشعة ومروعة ولكنني لم أجده.”
من جهته، أعرب حيدر العيداني صديق المفقود، عن اعتقاده بأن حيدر قد قتل، لأن فترة اختفائه طويلة ولم يظهر له أي أثر خلال حوالي 12 عاماً، على الرغم من أن أمه مازالت تترقب عودته.
من جانب آخر، أكدت فاتن الحلفي، عضو مفوضية حقوق الإنسان في العراق للعربية.نت أن لدى المفوضية قسما مختصا بشكاوى ذوي المفقودين، يتابع عن طريق الاسم مع الجهات الحكومية والأمنية والطبابة العدلية، ملف المفقودين لجلب معلومات لذويهم.
وأضافت: “خلال العام الماضي وعن طريق الشكاوى التي قدمها ذوو المفقودين استطعنا الحصول على معلومات وأماكن تواجد 90 مفقودا من مدينة الموصل فقط”، مؤكدة أن لدى مفوضية حقوق الإنسان في العراق 14مكتباً، لافتة إلى أنه في مكتب الموصل فقط تم تسجيل آلاف الشكاوى عن مفقودين ومخفيين قسرا هناك.