مسلم دفع حياته لإنقاذ قبطية
كانت الأوضاع هادئة في شارع حسان دياب بمنطقة البساتين جنوب العاصمة المصرية #القاهرة، عندما كسر هذا الهدوء صراخ سيدة تستغيث بالمارة من رجل يحاول احتضانها بالقوة في الشارع.
وكان الشاب المتحرش معروفا في المنطقة بسلوكه الإجرامي واشتهر بالبلطجة، واتهم في أكثر من قضية تحرش وسرقة بالإكراه وعنف، ولذلك خشي الكثيرون من المواطنين والمارة الاقتراب منه والتدخل لإنقاذ الفتاة من براثنه.
وفي تلك اللحظة قرر الشاب الثلاثيني، سيد طه طلبة، الذي يعمل في محل لكي الملابس بالشارع التدخل لنجدة الفتاة، وانتشالها من الشاب المتحرش، ونجح في ذلك بعد معركة شرسة، وعقب انتهائها بساعة، عاد المتحرش وفاجأ الشاب سيد بـ 5 طعنات قاتلة في القلب والصدر، نقل على إثرها إلى المستشفى وهناك لفظ أنفاسه الأخيرة وفارق الحياة.
وتلقى قسم شرطة البساتين في جنوب القاهرة بلاغا من الأهالي، بمقتل شاب يدعى، سيد طلبة، إثر طعنات نافذة وجهها له شاب يدعى، علي إبراهيم، وشهرته “علي سوسو” .
واعترف المتهم بقتل سيد لدفاعه عن فتاة تحرش بها جنسيا في الشارع وأمام المارة، وتحت تأثير تعاطيه لمواد مخدرة.
واستمعت النيابة إلى الفتاة التي أكدت أن الشاب القتيل تلقى طعنات بسلاح أبيض عقابا له على إنقاذها من الشاب المتحرش.
وتم تشييع جثمان الشاب القتيل في جنازة مهيبة بمسقط رأسه بمحافظة الفيوم، وتبين أنه العائل الوحيد لأسرته المكونة من زوجة وطفلة ووالدته المسنة وشقيقته الكفيفة .
ومن جانبها، وفي سابقة لأول مرة، نعت #دار_الإفتاء المصرية الشاب القتيل، مؤكدة أنه ضحى بحياته لإنقاذ سيدة قبطية تعرضت للتحرش واستغاثت لنجدتها.
وأشادت دار الإفتاء فى بيان لها، الجمعة، بشجاعة المواطن الذي استجاب لاستغاثة القبطية من بين أهالي منطقته السكنية، ولم يمنعه اختلاف الدين من نجدتها والدفاع عنها، ما يعكس وحدة النسيج الوطني المصري.
وأكدت دار الإفتاء أن هذه الواقعة وغيرها من الوقائع التي تؤكد وحدة التلاحم الوطني، تعكس قوة ومتانة الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، وأنه لا فرق مطلقا بين مسلم وأخيه المسيحي في مصر.