تلاميذ تونس يضربون عن الدراسة للمطالبة بالامتحانات
أوقف مئات الآلاف من التلاميذ الدراسة في #تونس منذ مطلع الأسبوع الحالي، وخرجوا إلى الشارع، مطالبين بحقهم في إجراء الامتحانات، وعدم استغلالهم في الصراع الحاصل بين النقابات والحكومة.
وتأتي “انتفاضة التلاميذ”، بسبب تمسك #الأساتذة بمقاطعة إجراء #الامتحانات، تنفيذا لقرار النقابة العامة للتعليم الثانوي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، الذي جاء بعد فشل مفاوضاتها مع وزارة التربية وعدم استجابتها لمطالبها.
وفي ظل وجود أي بوادر جدية لحل الخلاف بين نقابة الأساتذة وسلطة الإشراف، اتسعت خارطة غضب #التلاميذ، يوم الأربعاء، لتشمل كامل البلاد، أين تعطلت الدروس في كل المعاهد والمؤسسات التعليمية، فيما تطورت في العاصمة تونس برفع تلاميذ للافتات احتجاجية أمام مقر المندوبيات الجهوية للتعليم تندّد باستغلالهم وتطالب بإيجاد حلول عاجلة لهذا الإرباك الدراسي، في حين اتجّه آخرون لإغلاق بعض الطرقات.
ويقول التلاميذ الغاضبون، إن حرمانهم من حقهم في إجراء الامتحانات، “أمر مخجل”، وإقحامهم في تجاذبات وخلافات تتجاوزهم، وحشرهم معركة كسر العظام بين النقابة والوزارة، أمر “غير معقول ومقبول”، معبرين عن مخاوفهم، من هذا الغموض الذي يحيط بالسنة الدراسية الحالية.
التلميذ نذير غانمي أحد الذين خرجوا للاحتجاج، قال في تصريح لـ”العربية.نت”: ” تحركاتنا تأتي للتأكيد على حقنا الطبيعي في إجراء الامتحانات ومعرفة مستوياتنا، نحن ندرس لنمتحن ويتم تقييم أدائنا، من غير المعقول أن يتم الزجّ بنا في معركة تضرّنا أكثر من أن تنفعنا، نحن مربكون حقا ولا نعرف مالذي سيحصل في بقية السنة الدراسية، وسط هذه اللامبالاة من الجميع”.
ولا يبدو أن أزمة التعليم تسير نحو الانفراج، حيث أكدت النقابة العامة للتعليم الثانوي، أن الأساتذة لن يتراجعوا إلى الوراء وسيواصلون مقاطعة امتحانات الثلاثي الثاني، حتّى التوصل إلى اتفاق مع وزارة التربية يحقّق مطالبهم، بينما ترفض وزارة التربية هذا الضغط النقابي، وتؤكد أنّ رغبات الأساتذة صعبة التحقيق، خاصة فيما يتعلق بالمنح الخصوصية والتقاعد المبّكر.
لسنا لعبة
وما بين تمسّك الحكومة بموقفها الرافض لتحقيق مطالب الأساتذة، وإصرار النقابة على عدم التنازل، وتشبث حوالي 900 ألف تلميذ بالاحتجاج ومقاطعة الدروس، تقف الأسر التونسية قلقة جرّاء ما يجري.
تعليقا على ذلك، تقول مفيدة الورتاني، “نحن وأبناؤنا الطرف الخاسر في كل ما يحدث، من غير المنطقي أن تتسبب النقابة والوزارة في كل سنة دراسية، بإرباكنا بسبب هذه الأشكال النضالية التي ترتهن التلاميذ، نحن نقدّر مطالب الأساتذة ولكن شرط أن لا تكون على حساب مصلحة المتمدرسين وحقهم في التعلم”.