لائحة اتهام ضد المستوطن قاتل عائشة الرابي: قتلها بحجر يزن كيلوغرامين
يستدل من لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة الإسرائيلية أن المستوطن القاصر قاتل السيدة الفلسطينية عائشة الرابي (45 عاما) متهم فقط بـ “التسبب بالموت” رغم أنه رماها بحجر يزن كيلوغرامين أصابها في رأسها وهي بجانب زوجها داخل المركبة.
وحسب لائحة الاتهام التي قدمت في المحكمة المركزية في مدينة اللد أمس فقد كمن المستوطن خلال ليلة 12 أكتوبر/تشرين أول الماضي على تلة مجاورة لشارع رقم 60 وحينما مرت المركبة ألقى نحوها حجرا كبيرا بنية المساس بركابها الفلسطينيين عمدا وبدافع الكراهية والعنصرية ضد الفلسطينيين مما تسبب بموت عائشة الرتبي وهي أم لثمانية أبناء. وكانت شرطة الاحتلال قد اعتقلت خمسة مستوطنين اتهمتهم بالانتساب لـ”الإرهاب اليهودي” لكنها ما لبثت أن أطلقت سراحهم وأبقت على القاصر المتهم أيضا بإلقاء حجارة نحو سيارات فلسطينية أخرى.
وكانت ضحية الاعتداء الإرهابي عائشة الرابي تسافر وزوجها وابنتها الصغيرة في طريقهم نحو بيتهم في بلدة بيديا بسرعة 100 كيلومتر في الساعة ومع اقتراب المركبة من التلة المذكورة استعد المستوطن القاتل واعتدى عليها بحجر كبير ألقاه نحو واجهتها الزجاجية الأمامية بهدف المساس براكبيها دون اكتراث بالتبعات الخطيرة المترتبة على رمي حجر على سيارة مسرعة. وفعلا أصاب الحجر الزجاج الأمامي وحطمه ونفذ لداخلها بقوة وأصاب الراحلة عائشة برأسها مباشرة أمام زوجها وابنتها مما تسبب بإصابة قاتلة. ونجح الزوج السائق السيطرة على مركبته بعد الاعتداء عليها وواصل المسير للأمام وسط استخدام مصابيح الطوارئ محاولا الوصول لأقرب عيادة لإسعاف زوجته وفعلا وصلها لكن زوجته كانت قد فارقت الحياة متأثرة بإصابتها الحرجة.
وطلبت النيابة الإسرائيلية العامة من المحكمة تمديد اعتقال المستوطن القاتل حتى نهاية الإجراءات القانونية وبالتزامن كشف أن بحوزة المخابرات العامة (الشاباك) دليل طبي على شكل عينات من الحمض النووي الخاص بالقاتل تم العثور عليه على الحجر المذي استخدم في القتل.
يشار إلى أنه خلال عمليات التحقيق مع المستوطن القاتل التزم الصمت ولم يقدم أي معلومات رغم مواجهته بكل الأسئلة ذات الصلة عدا ذاك المتعلق بالحمض النووي فزعم إنه يلهو عادة في مكان الجريمة وربما استخدم الحجر قبل ارتكابها فبقيت آثار بصماته عليه. وكشفت لائحة الاتهام أن المستوطن المتهم بالقتل قد شارك شبابا يهودا قبل قتل عائشة الرابي بشهور في اعتراض سيارة فلسطينية في منطقة الأغوار ومحاولة مهاجمة راكبيها الفلسطينيين بالبلطات والسكاكين وخلال ذلك وصلت سيدة إسرائيلية مناهضة للاحتلال وعلى الفور أخذت بتوثيق الاعتداء في كاميرتها وعندها هرب المستوطنون المعتدون.
يشار أن أوساطا إسرائيلية واسعة خاصة من المستوطنين قد مارست ضغوطا واسعة من أجل إطلاق سراح المستوطنين الخمسة الذين اعتقلوا بشبهة التورط بجريمة قتل السيدة الفلسطينية. كذلك دعا عدد كبير من الحاخامات حكومة الاحتلال لإطلاق سراح كل المستوطنين زاعمين أنه لا يوجد إرهاب يهودي وأن الإرهاب فلسطيني فقط. من جهته قال زوج المغدورة يعقوب الرابي إن شركاء القاتل ما زالوا طلقاء وإنه لن يستعيد حياته الطبيعية بعد اليوم وإن خسارته زوجته التي كانت تستعد لزفاف كريمتها سلام لن يعوضها أي شيء في العالم. وتابع يعقوب رابي حديث لـ”القدس العربي” كانت العدالة الحقيقية تقتضي استكمال التحقيق حتى النهاية علما أن سيارتنا تعرضت لثلاثة حجارة ولا يعقل أن شخصا واحدا يتمكن من إلقائها دفعة واحدة ولذا فإن بقية المجرمين ما زالوا يتجولون وربما يخططون الجريمة القادمة. وأوضح أنه طالما سار في الشارع المذكور هو وزوجته واعتداءات المستوطنين فيه على المراكب العربية لم تتوقف يوما. وكشف الزوج الثاكل أن ابنته التي أصيبت هي الأخرى نتيجة الاعتداء بالحجارة ما زالت تتلقى العلاج وترفض بل تخاف دخول غرفة والدتها ولا تستطيع النوم لوحدها وخلص للقول “انقلبت حياتنا رأسا على عقب بعدما خرب علينا عالمنا على يد هؤلاء المستوطنين المتوحشين”.