مصر

أمهات قتلهن القهر على أبنائهن في سجون مصر

عربي تريند_ تأتي مناسبة الاحتفال بعيد الأمّ كل عام، بينما العديد من أمهات السجناء السياسيين في مصر، قد رحلن عن عالمنا حزناً وقهراً على أبنائهن خلف القضبان، بعدما اشتدت آلامهن وتمكن المرض من أجسامهن، ولعل آخرهن السيدة بهيرة الشناوي، والدة رجل الأعمال سيف رضوان ثابت، وزوجة رجل الأعمال صفوان ثابت.

ورحلت بهيرة الشناوي قبل أيام معدودة من الاحتفال العالمي بعيد الأم، بينما ابنها وزوجها في السجن، ولم تسمح السلطات لهما بزيارتها سوى مرة واحدة كانت قبل نحو أسبوع من وفاتها، بعدما تدهورت حالتها الصحية نتيجة إصابتها بمرض السرطان، حيث فشلت كل المحاولات لإخلاء سبيلهما لرعايتها.

وقد سمحت السلطات المصرية لرجلي الأعمال، بحضور مراسم الدفن والعزاء وسط رقابة وحراسة شرطية مشددة، وتقدم نجلها المصلين في صلاة الجنازة، وحضر مع والده بعضاً من مراسم العزاء بعد الدفن، وفقا لمصادر أسرية شاركت في الجنازة التي حضرها عدد كبير من السياسيين والرياضيين البارزين في مصر.قضايا وناس

يشار إلى أنه في أكتوبر/تشرين الأول 2021، دخلت بهيرة السجن مدة 8 ساعات، قبل صدور قرار بإخلاء سبيلها بكفالة مالية قيمتها خمسة آلاف جنيه (حوالي 320 دولارا أميركيا)، إذ جرى التحقيق معها على خلفية مطالبتها وأسرتها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بالحرية لزوجها وابنها، وتحديدا عقب أيام من إصدار منظمة العفو الدولي، بيانا مخصصا أعربت فيه عن مخاوفها على صحة رجل الأعمال صفوان ثابت، 75 عاما، ونجله.

ويحتجز رجل الأعمال صفوان ثابت 75 عاما، مؤسس شركة “جُهينة”، أكبر شركة لمنتجات الألبان والعصائر في مصر، ويمتلك أغلب أسهمها وكان رئيسها التنفيذي، في الحبس الانفرادي المطوَّل منذ القبض عليه تعسفياً، فيما لا يزال نجله سيف 40 عاماً، مُحتجزاً أيضاً رهن الحبس الانفرادي في ظروف ترقى إلى التعذيب.

وقبل القبض على رجل الأعمال وابنه، كان مسؤولون أمنيون مصريون قد طلبوا منهما التخلي عن أصول شركة “جُهينة”، في إطار ابتزازهما.

والدة أكسجين

وسبق وفاة والدة سيف صفوان ثابت، وفاة والدة الناشط السياسي والمدون محمد إبراهيم الشهير بـ”أكسجين”، في 11 فبراير/شباط الماضي، والتي منعت من زيارة نجلها نهائيا ولم تتمكن، هي ومحاموه، من رؤيته إلا في جلسات محاكمته.

ورغم سماح السلطات المصرية، لـ”أكسجين” بالخروج لدفن والدته وتلقي العزاء، إلا أن محاميه وأسرته فوجئوا برفضه الخروج من محبسه لوداع والدته، وسط مخاوف شديدة على حياته، خاصة أنه سبق أن أقدم على محاولة انتحار في محبسه بسجن طره جنوبي القاهرة، بسبب التنكيل الذي يتعرض له ومنع الزيارة عنه.

و”أكسجين” محكوم عليه بالسجن أربع سنوات في القضية رقم 1228 لسنة 2021 جنح أمن دولة طوارئ، وهي نفس القضية المحكوم فيها الناشط السياسي علاء عبد الفتاح بالسجن خمس سنوات، وعلى الحقوقي محمد الباقر بالسجن 4 سنوات.

والدة إسماعيل الإسكندراني

وفي مايو/أيار من العام الماضي، توفيت والدة الباحث والصحافي إسماعيل الإسكندراني، ليصاب بالسكري نتيجة مروره بحالة نفسية سيئة بسبب وفاة والدته بينما يقضي عقوبة 10 سنوات في السجن.

وتوفيت والدة الإسكندراني بعد أشهر من فشل الاستغاثات التي وجهها حقوقيون للسلطات المصرية من أجل تمكينه من زيارتها بعد نقله إلى سجن مزرعة طرة جنوبي القاهرة، بينما كانت تقيم والدته المريضة في محافظة الإسكندرية شمالي البلاد.

ولمدة أربعة أشهر كاملة، لم تتمكن والدة الإسكندراني من زيارته ولا حتى سماع صوته قبل موتها، لأن مصلحة السجون لا تطبق القانون الذي يتيح للسجناء إجراء اتصالات هاتفية بذويهم.

وحكم بالسجن عشر سنوات بحق إسماعيل الإسكندراني، في القضية رقم 18 لسنة 2018، على خلفية عمله ونشاطه البحثي والصحافي الجاد في ملفات شؤون الجماعات الإسلامية والمجتمعات المهمشة في شبه جزيرة سيناء.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى