الجزائر: إعادة محاكمة الصحافي عدلان ملاح بعد تهديده بالانتحار داخل زنزانته
قالت مصادر حقوقية جزائرية إن محاكمة الصحافي المسجون عدلان ملاح أعيدت برمجتها يوم 23 يناير/ كانون الثاني، وذلك بعد أيام من دخول الصحافي في إضراب عن الطعام، وتدهور وضعه الصحي، بسبب ظروف السجن وتفاقم الأمراض التي يعاني منها، خاصة وأن الصحافي رفض تناول الأدوية، احتجاجا على سجنه، ومطالبا بإعادة محاكمته قبل نهاية الشهر الحالي.
وتأتي إعادة برمجة محاكمة الصحافي ملاح بعد حوالي ثلاثة أسابيع من صدور حكم بالسجن النافذ لمدة سنة ضد الصحافي، بسبب اتهامه بالتجمهر غير المرخص والعصيان المدني وإهانة هيئة نظامية، إثر مشاركته في وقفة تضامنية مع الفنان رضا حميميد المعروف باسم « سيتي16 »، إذ تم توقيف الصحافي عدلان ملاح وحبس على ذمة التحقيق، ووجهت إليه التهم الثلاث المتعلقة بالتجمهر غير المرخص والعصيان المدني وإهانة هيئة نظامية.
وأشارت صحيفة « الخبر » (خاصة) إلى أن قضية عدلان ملاح وصلت إلى رئاسة الجمهورية، خاصة وأن ملاح أصيب بما يشبه الشلل النصفي مع إصراره على الاستمرار في الإضراب عن الطعام، ورفضه تناول الأدوية والخضوع للعلاج، وهو ما جعل هيئة دفاعه تدق ناقوس الخطر، وتؤكد أن وضعه الصحي خطير، وأن حياته مهددة في حال استمراره في الإضراب عن الطعام ورفض تناول الأدوية. وأوضحت أن هيئة دفاع الصحافي رفعت شكوى إلى مجلس حقوق الإنسان، الذي يعتبر هيئة دستورية تابعة لرئاسة الجمهورية، وأكدت أن ظروف سجن ملاح في السجن « غير إنسانية »، وأن حياته في خطر، ما لم يتم الإسراع في برمجة إعادة المحاكمة بسرعة. ونقلت تصريح المحامي حسن براهيمي الذي أكد أن « عدلان ملاح يخضع لنظام سجن استثنائي لا يطبق إلا في حالتين، هما المعاقبة التأديبية التي تتخذ في حق المساجين المثيرين للفوضى في السجن، أو أولئك يشكلون خطرا على النظام العام، مثل القتلة الساديين أو المعتدين جنسيا”.
وأبدى الكثير من الحقوقيين والصحافيين تخوفهم على حياة ملاح، وإمكانية تكرار سيناريو وفاة الصحافي محمد تاملت في السجن، رغم أن السلطات سارعت آنذاك للتأكيد على أنها وفرت كل ظروف العلاج للصحافي خلال فترة سجنه، لكن ذلك لم يجنب السلطات من اتهامات وانتقادات منظمات حقوقية وجمعيات الدفاع عن الصحافيين.