ماذا قالت الصحف السعودية عن رهف؟
تجاهلت معظم الصحف السعودية قضية هرب الشابة السعودية رهف محمد القنون إلى تايلاند والضجة حولها، إلا أن بعضها تطرق إلى المسألة وتناولها من عدة جوانب، نستعرض أهمها.
وطرحت في هذا السياق الكاتبة أريج الجهني في مقالة جريئة بعنوان “مؤامرة هروب الفتيات” تساؤلات متتالية في صيغة استنكارية تقول: “كيف تورطت هذه الفتاة بجسدها الهش وخرجت من محيطها لتقذف بنفسها في مصير مجهول؟ وهل يمكن لأحد مناقشة الفتاة بشكل ودي لفهم الذي حدث منها، وأيضا التحدث مع أسرتها الطرف الغائب عن المشهد حتى الآن”.
ولفتت الكاتبة إلى أن “رهف اختارت قدرها، ولعل الغربة ستكون ممراً غير آمن لفتاة في سنها، لكن المهم حمايتها والتحدث معها بهدوء بعيداً عن التجاذبات والغضب”.
وفي معرض حديثها عن الضجة الكبيرة حول هروب الشابة السعودية، قالت: “يس من الغريب أن يتهافت العالم على اقتصاص أي أثر أو ادخار أي جهد للتهجم على المملكة، وهذا الذي يحدث في كل مرة يخرج فيها صوت سعودي لا يتوافق مع المجتمع، من الطبيعي أن نختلف فيما بيننا لكن من غير المقبول أخلاقياً ولا قانونياً أن نجعل هذا الخلاف طعنة في خاصرة الوطن”.
ورأت الكاتبة السعودية أن ما قامت به رهف يعود إلى “جهلها أو تضليلها من أحدهم”، منتقدة في الآن نفسه سفارة بلادها في بانكوك، لأن تجاوبها وتفاعلها لم يكن بالشكل المطلوب منذ البداية، مضيفة أيضا أن “بعض الجهات الحكومية” لا تزال “تصر على أن تضعنا في حرج دولي من جديد”.
وفي معرض انتقادها لسلوك السفارة السعودية في تايلاند وجهات الاختصاص في المملكة، تساءلت قائلة: “هل صمتنا حتى امتدت لها أيدي المراسلين الدوليين وأعدائنا مع الأسف، وأنتم تعلمون جيداً تآمر العالم علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى؟”.
وشددت الكاتبة في هذا السياق على وجود فرق كبير بين أن يقال في مثل هذه المناسبة هذا “شأن عائلي أو أن نقول هي مواطنة ونحن نقف معها”.
وفي الخاتمة وجهت الجهني خطابها إلى رهف قائلة لها: “مهما كان حجم خطئك، لك وطن ينتظر عودتك سالمة”.
أما الكاتب السعودية أحمد عجب الزهراني في نفس الصحيفة “عكاظ”، فعبر عن شعوره “بمرارة الفقد الذي يعتصر قلب والد ووالدة الفتاة العالقة بمطار بانكوك، والتي تلقفتها أيدي المتربصين ببلادنا بمجرد سماعهم خبر هروبها”.
ورأى أن هؤلاء المتربصين “حوروا قصة الخلاف العائلي إلى قضية سياسية تتعلق بقمع الحرية الشخصية لفتاة بالكاد أكملت 18 عاماً، حيث زعموا أنها تريد اللجوء لبلد آخر يوفر لها الأمان ورغد العيش والحرية وحق التعليم والعمل، يقولون ذلك بكل غباء، في زمن مكنت فيه مملكتنا الحبيبة المرأة السعودية من كافة حقوقها الأساسية والكمالية”.
ووجه الكاتب انتقادات لرهف، مشيرا إلى أن “من قرأ تغريدات الاستغاثة التي أطلقتها رهف قنون بتويتر سيدرك جلياً أنها لا تزال صغيرة عن لعب دور المعارضة، وأن هناك عقلا مغفلا يقف وراءها ويملي عليها تلك الأسطر المرتبكة، وإلا كيف تدعي حجر عائلتها عليها وهي التي تتنقل بين حائل والكويت”.
ورأى الزهراني أن قضية هذه الفتاة تضخمت لأنها سعودية، مشيرة إلى أنها لو منحت اللجوء بهذا الشكل “فإنه يصبح من حق ذلك المراهق طلب اللجوء السياسي لسيريلانكا أو تيمور الشرقية إذا رفض أولاد الحارة أن يلاعبوه معهم كرة قدم”.
وفي صحيفة اليوم السعودية، كتب عبد اللطيف الملحم مشددا على أن “الغرب يعاني من ظاهرة هروب الفتيات ويتعامل معها وكأنها أمر طبيعي”، مضيفا في هذا السياق “لكن الغريب في الأمر هو أنه ورغم ما نراه من حالات نادرة في مجتمعنا، إلا أن هناك في الغرب من يشجع على تهيئة الأمر نفسيا وأحيانا ماديا للتشجيع على الهروب، ونرى الحدث في جميع وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام وبأسلوب ينم عن أن هناك من يبحث عن أي أمر سلبي في المملكة”.