كتاب أطفال يعتبر القدس عاصمة “إسرائيل” يثير جدلا بالمغرب
أثار كتاب مدرسي موجه للأطفال بالمغرب جدلا واسعا في أوساط نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي، بعد أن وضع اسم الاحتلال الإسرائيلي مكان اسم فلسطين ونسب المعالم الإسلامية للكيان الصهيوني، ما دفع بوزارة التربية والتكوين المغربية للخروج ببلاغ يكشف حقيقة الإصدار التعليمي.
الكتاب المعنون بـ “L’atlas du monde” (أطلس العالم)، صدر منذ سنة 2016 عن دار نشر في الدار البيضاء (وسط) باللغة الفرنسية، وأثار استياء نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة المناهضين للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، بعد أن تم تداوله خلال اليومين الأخيرين، حيث ورد في الإصدار أن “القدس عاصمة إسرائيل، وهي مدينة مقدسة لدى اليهود”، وأن “إسرائيل دولة أسسها اليهود في سنة 1948″، وأنه “يقطنها الفلسطينيون العرب واليهود الإسرائيليون”.
كما أظهرت الصور المتداولة للمطبوع الموجه للأطفال حذف فلسطين من الخريطة وعدم الإشارة لها كدولة، ووضع علم “إسرائيل” مكانها.
رد الوزارة
وخرجت وزارة التربية والتكوين المغربية عن صمتها، وقالت في بلاغ مقتضب توصلت “عربي21” بنسخة منه، إنها تنفي نفيا قاطعا أن يكون الكتاب الذي تداولته بعض المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، مصادقا عليه من طرف الوزارة، مشددة على أنه “لا وجود لأي كتاب تنطبق عليه تلك المواصفات”.
مساءلة الدولة
ووجه المرصد المغربي لمناهضة التطبيع “التساؤل العاجل للدولة وكل المؤسسات المعنية بتحمل مسؤولية مراقبة قطاع الطباعة والنشر والتوزيع حول هذه “الفضيحة إن كانت””، داعيا إلى “توقيع العقوبات اللازمة وسحب المطبوع الصهيوني الموجه للأطفال”.
كما طالب المرصد من الدولة ومؤسساتها المعنية “بفتح تحقيق بالموضوع وتوقيع الجزاءات العقابية الضرورية”.
وقال في تدوينة على صفحته بموقع التواصل “فيسبوك”، إنه “بمنطق السيادة الوطنية لنتصور لو أن المطبوع كانت فيه خريطة المغرب مبتورة منها صحراؤه بالأقاليم الجنوبية.. هل كان الموقف ليكون هو نفسه موقف الصمت واللامبالاة.. كما هو عليه الأمر الآن في موضوع شطب فلسطين كاملة من خريطة العالم وتربية الأطفال المغاربة على “وجود إسرائيل” على كامل تراب فلسطين وأن لا وجود لشيء اسمه القدس أو المسجد الأقصى…!!!!!!”.
من جانبه، قال الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، عزيز هناوي، في تصريح صحفي إن طباعة ونشر هذا الكتاب بالمغرب يعني أن “أيادٍ صهيونية مباشرة هي من طبعته”.
وأضاف هناوي أن “الخريطة إذا كانت تلغي وجود فلسطين تماماً، وحتى فلسطين التي تعترف بها الأمم المتحدة في قانون التقسيم الذي لا نعترف به، فهل هذا يعني أن أي شخص يمكنه طباعة ما يشاء وينشره في المغرب؟”.
وطالب السلطات المغربية بمنع طباعة الكتاب، ومعرفة الجهة التي طبعته، ومن الذي يوزعه في المغرب.