الخارجية الأميركية تحذر رعاياها في تونس من زيارة مناطق عدّة
أصدرت الخارجية الأميركية إخطارا جديدا لرعاياها في تونس برفع مستوى الحذر إلى الدرجة الثانية (لون برتقالي)، بما يقتضي مزيدا من اليقظة بشأن السفر والتنقل مع قائمة من إجراءات السلامة والاحتياط، بسبب ما اعتبرته واشنطن زيادة خطر الهجمات الإرهابية المحتملة في تونس.
وحذّرت الولايات المتحدة الأميركية، مواطنيها في تونس والراغبين في القدوم إليها من زيارة عدد من المناطق التي تعتبرها خطرة، بسبب ما وصفه البيان المنشور على الموقع الرسمي للسفارة الأميركية في تونس بـ”زيادة خطر الهجمات الإرهابية ضد الأهداف الأجنبية والمحلية في البلاد”، معللة ذلك بأنه “تم استهداف الحكومة التونسية وقوات الأمن والمواقع السياحية الشعبية في وقت سابق”.
ودعت الخارجية الأميركية، المسافرين إلى توخي مزيد من الحذر بسبب تزايد خطر الإرهاب في عدد من المناطق التي وضعت قائمة لها، وفي مقدمتها الحدود الجنوبية مع القطر الليبي على امتداد أقل من 30 كم جنوب شرقي البلاد، تليها المرتفعات الغربية بما في ذلك جبل ومحمية الشعانبي، إلى جانب المنطقة العسكرية المغلقة في الصحراء الجنوبية بمنطقة رمادة التابعة لمحافظة تطاوين، ثم محافظة جندوبة، وبالخصوص جنوب عين دراهم والطريق الغربية RN15 غرب محافظتي الكاف والقصرين على الحدود الجزائرية، وأخيرا محافظة سيدي بوزيد وسط تونس، وذلك بسبب تزايد مخاطر الإرهاب.
وبحسب البيان التحذيري، فإنّ الجماعات الإرهابية تواصل التحضير لهجمات محتملة في تونس، مشيرا إلى أنها قد تستهدف وتهاجم من دون سابق إنذار المواقع السياحية، ووسائل النقل والمتاحف والمنتجعات والفنادق والمهرجانات والملاهي الليلية والمطاعم والمواقع الدينية، والأسواق الشعبية ومراكز التسوق والمباني الحكومية وقوات الأمن.
ولفت إلى أن السلطات التونسية أعلنت حالة الطوارئ في البلاد، لتعطي قوات الأمن مزيدا من الصلاحيات للحفاظ على النظام وفرض الأمن بما يساعد الحكومة التونسية في التركيز على مكافحة الإرهاب، غير أن مجالات تدخل حكومة الولايات المتحدة وقدرتها على تقديم خدمات الطوارئ للمواطنين الأميركيين في بعض مناطق تونس محدودة، حيث يجب على موظفي الحكومة الأميركية الحصول على تصريح خاص من السلطات التونسية للسفر خارج محافظة تونس الكبرى (العاصمة تونس وبن عروس وأريانة ومنوبة).
ونشرت الخارجية الأميركية بيانات وإجراءات للتوقي والتواصل خلال حالات الطوارئ، مشددة على ضرورة توخي الحذر عند استخدام وسائل النقل العمومي لأسباب تتعلق بالأمن والسلامة، وتفادي المظاهرات والتجمعات الحاشدة، مع البقاء في حالة تأهب متواصلة، وتجنب قضاء الليل خارج المدن الرئيسية والأماكن السياحية.
وتطرق البيان أيضا إلى تطور الأوضاع في ليبيا، محذرا الرعايا في تونس من خطورة التوجه لزيارتها أو الاقتراب من الحدود الليبية نظرا لتأثر المنطقة الحدودية بالأوضاع الأمنية، وخاصة منطقة رأس جدير والذهيبة وفي مدن بن قردان ومدنين، مشيرا إلى أن المعابر الحدودية بين البلدين غالبا ما تكون مغلقة ولفترات طويلة.
من جهته، اعتبر رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، مختار بالنصر، أنّ تحذير الخارجية الأميركية لرعاياها في تونس برفع درجة الحذر عند التنقل في عدد من المحافظات لا يعزى بالضرورة إلى خطر إرهابي أو أمني قد يواجههم.
وفسر المتحدث ذلك في تصريح لـ”العربي الجديد”، بكون السلطات الأميركية مطلعة على سير نسق مكافحة الإرهاب في تونس، ومدى تقدم محاصرة الإرهابيين وتراجع تحركاتهم.
وعزا بالنصر هذا التحذير إلى علم الخارجية الأميركية من خلال متابعتها للأوضاع في تونس بأن هذه الفترة تشهد احتجاجات اجتماعية مع قرب الإضراب العام الذي دعا له الاتحاد العام التونسي للشغل، ما يعني أن البلاد غير مستقرة اجتماعيا ما قد يؤثر على رعاياهم.
وأوضح المتحدث أن تونس تقدمت على دول كثيرة في مجال مكافحة الإرهاب، والدليل على ذلك أن احتفالات رأس السنة مرت من دون أخطار أو تحركات للعناصر المتطرفة، بالإضافة إلى النجاح الأمني الذي تحقق هذا الأسبوع في محافظة سيدي بوزيد، إذ تم القضاء على أفراد كتيبة الجهاد والتوحيد بين قتلى ومعتقلين.