الزواج الإلكتروني.. 30 سؤالا تحدد شريك حياتك
لم يجد أحمد عبد السلام (31 عاما) حتى الآن فتاة أحلامه، وقد دفعه عدم تفرغه للبحث عن شريكة حياته بسبب عمله خارج مصر، للبحث عن زوجته “أون لاين”.
كغالبية الشباب المصري نشأ أحمد في أسرة محدودة الدخل، فلم يكن في وسع والده مساعدته في دفع نفقات الزواج، وهو ما دفعه للعمل خارج مصر، لاسيما مع ضعف الرواتب التي قد تجعل الشاب ينتظر الزواج لأكثر من 10 أعوام إذا لم يساعده أهله.
عبد السلام أكد للجزيرة نت أنه استطاع خلال فترة عمله بالخارج أن يجمع ثمن الشقة، لكنه واجه صعوبة في اختيار شريكة الحياة، بسبب وجوده بالخارج معظم الوقت، لذلك اتجه إلى استخدام تطبيق “هارمونيكا” الإلكتروني بحثا عن زوجة المستقبل.
و”هارمونيكا” شكل مطور لتطبيقات التعارف والدردشة بغرض الزواج، وظهر في مصر خلال العامين الماضيين، وتتلخص فكرته بالعمل على التوفيق بين المقبلين على الزواج، عبر إجابة كل مستخدم على 30 سؤالا، وبعد الإجابة يقدم البرنامج ثلاثة ترشيحات، بناء على الإجابات التي يحللها خبراء في علم النفس والعلاقات الزوجية، لتبدأ بعدها الإجراءات التقليدية من التعارف وزيارة الأهل.
ولا يعد “هارمونيكا” التطبيق الوحيد في مصر، فهناك تطبيقات أخرى تنافسه في جذب الشباب الراغبين في الزواج مثل “تيندر” و”تانغل” و”بالتوك” وغيرها، إلا أنه يتميز كونه تطبيقا مصريا خالصا.
شيماء علي: نسعى لتوفير التوافق الفكري أو العقلي والنفسي للشباب المقبلين على الزواج (مواقع التواصل الاجتماعي)
تجاوب لافت
ووفقا للموقع الرسمي لتطبيق “هارمونيكا”، فقد بلغت حالات التطابق بين شبان وشابت 450 ألف حالة، بينما بلغت الإجابات على أسئلة التطبيق نحو 2.5 مليون إجابة.
شيماء علي أحد مؤسسي التطبيق تؤكد أنها بدأت العمل بالتطبيق منذ مارس/آذار 2017، مع باقي فريق العمل المؤسسين وكان لديهم حلم مساعدة الشباب في الزواج، عبر توفير الاختيارات القائمة على التوافق الفكري أو العقلي والنفسي.
وفي حديثها للجزيرة نت، لفتت شيماء إلى أن الفكرة وراء التطبيق كانت زيادة نسبة الطلاق بمصر بسبب غياب التوافق الفكري والعقلي بين الزوجين، مضيفة أردنا تعويض هذا عبر التطبيق، الذي يعد وسيلة عصرية وحديثة، ولا تخل بقيم المجتمع المحافظة على الأخلاقيات، كما تصون الخصوصية وتضمن الجدية، فأي حوار أو تعارف تتم من خلال ضوابط.
وارتفعت في السنوات الأخيرة نسبة الطلاق في مصر، حيث أعلن جهاز التعبئة والإحصاء أن هناك 198 ألف حالة طلاق خلال عام 2017، بزيادة قدرها 3.2% على عام 2016.
شيماء تقول إن “الفكرة خرجت من رحم التجارب الصعبة حولهم”، مضيفة أنها على الصعيد الشخصي استطاعت الزواج بعد أن تخطى عمرها 31 عاما، وذلك بعد معاناة بسبب طريقة الزواج التقليدية في التعارف.
وتشير إلى أن وضع الأسئلة الخاصة بالتطبيق كان يمثل تحديا خاصا لفريق العمل، حيث تم إعداد الأسئلة بواسطة خبراء في علم النفس، كما تم تجربة الأسئلة على 100 شاب و100 فتاة، لمعرفة تجاوبهم قبل أن يخرج التطبيق إلى النور، والذي ترغب أن يمثلا أملا في المستقبل للباحثين عن شريك الحياة.
الأعراف المجتمعية
ورغم انتشار فكرة الزواج “أون لاين”، فإن البعض يتساءل حول صلاحية هذه الفكرة في ظل الأعراف المجتمعية، التي تجعل التعارف المباشر الوسيلة الأساسية للارتباط والزواج.
استشاري العلاقات الأسرية والنفسية محمد هاني يرى أن الزواج علاقة تحتاج إلى تضافر عدة عناصر، من بينها الاهتمام والتفاهم بين الرجل والمرأة، لهذا فمن الضروري وجود لقاء مباشر بين المقبلين على الزواج، وهو أمر لا يخل به الزواج “أون لاين”، حيث يكون اللقاء بعد اتفاق الطرفين.
لكن الخبير الأسري يشدد على ضرورة التمهل وعدم التسرع في الاختيار، حتى وإن بدا هناك توافق بين الطرفين، فالأمر يحتاج إلى تمحيص لضمان علاقة ناجحة مستمرة.