اسمك عربي? ربما تعاني من الاضطهاد لهذا السبب
عبر مجموعة تجارب ذكية، استطاع فريق علمي من جامعة تورنتو أن يبحث التأثير السلبي لامتلاك المهاجرين اسما غير إنجليزي، وقد نُشرت نتائج التجربة في مجلة علم النفس الاجتماعي وعلم الشخصية (Social Psychological and Personality Science).
تستخدم التجربة مجموعة من الألعاب الفكرية الشهيرة، منها على سبيل المثال لعبة “العربة”، وفيها يخضع المشارك في التجربة لسيناريو افتراضي يقول إنه يقف في غرفة التحكم بعربات القطار، هناك عربة قادمة من بعيد لكنها لسوء الحظ ستدعس خمسة أفراد وتقتلهم، أو يمكنه أن يضغط على أحد الأزرار فيحول خط سير العربة إلى طريق آخر يقف فيه شخص واحد فقط.
إذا اتجهت العربة إلى الخط الآخر فسيموت شخص واحد فقط، أما إذا استمرت في طريقها فإنها ستقتل خمسة أشخاص.
بعد ذلك يضع فريق العمل ثلاثة سيناريوهات للتجربة نفسها، في أحدها يكون الشخص الذي يقف وحيدا مواطن أبيض اسمه دان أو أليكس، وفي الثاني يكون مهاجرا اسمه آدم أو مارك، وفي الثالث يكون مهاجر اسمه “يانج” (صيني) أو “أحمد” (عربي).
وقد صممت التجربة بتلك الصورة لوضع حد فاصل بين الهجرة والأسماء، بمعنى أن الباحثين يريدون تقصّي تأثير الاسم فقط على المواطن، وليس كون الشخص مهاجرا أو مواطنا.
بمن يضحون؟
وهنا جاءت النتائج لتقول إن الناس على الرغم من أنهم عادة ما يميلون إلى اختيار أن تدعس عربة القطار شخصا واحدا لتقليل عدد القتلى، فإن هذا الميل كان أكثر وضوحا في حالة الأسماء غير الإنجليزية، مما يعني أن الاسم فقط قد يكون سببا لذلك.
وحصل الباحثون على نتائج مشابهة من مجموعة تجارب فكرية أخرى تضمنت ترك شخص واحد ذي قدم مكسورة في طائرة تسقط، أو إلقاء طوق النجاة لشخص واحد فقط من قارب قد يغرق بسبب الحمل الزائد، وفي هذه الحالات ظهر ميل إحصائي نحو التضحية بشخص افتراضي يدعى “محمد”.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الفريق البحثي يشدد في الورقة الجديدة على أن ذلك لا يعني أن نطالب المهاجرين بتغيير أسمائهم لتحقيق اندماج أفضل في المجتمع، لأن له ضررا بالغ السوء على حالاتهم النفسية.
وقبل عدة سنوات، تسببت الحروب القائمة في الشرق الأوسط في كم واسع من الهجرات إلى الولايات المتحدة وكندا وأوروبا وعدة مناطق أخرى من العالم، وهو ما تسبب في تغيرات اجتماعية واسعة في العالم كله، يتصوّر البعض أنها تضع العالم على شفا الانهيار، ويتصوّر آخرون أنها ستكون دليلا على قدرة البشر على التسامح.
في كل الأحوال، ما زالت تلك النتائج بحاجة إلى الكثير من التجارب الإضافية من أجل التأكد من صحتها، لكن إلى ذلك الحين فإن على المجتمعات التي تتلقى المهاجرين أن تعمل على تحسين دمجهم بقوانين وأنشطة داعمة لقبول التنوع.