هذه أصغر جمهورية في العالم… جيشها 10 رجال
تعتبر جمهورية أزوبيس من أغرب الجمهوريات، إذ إنها مزيج بين الحلم والواقع، حيث كانت محتلة منذ تأسيسها، كما أنها واحدة من أصغر دول العالم، تمتد على مساحة أقل من كيلومتر مربع، داخل العاصمة الليتوانية فيلنيوس، إلا أن لها رغم ذلك حكومتها ورئيسها ودستورها، الذي يضمن للمواطنين حق الكسل والاسترخاء، وكان لديها جيش مكون من 10 رجال، قبل أن تحلّه نظرًا لموقفها الداعم للسلام حول العالم.
وبدأ تأسيس أوزوبيس عام 1995، بعد أن أقامت مجموعة من الفنانين المحليين، تمثالًا لنجم الروك الأميركي فرانك زابا، كرمز للحرية والديمقراطية في إحدى القواعد السوفييتية المهجورة بفيلنيوس، ثم أعلنوا تلك المنطقة مستقلة عن ليتوانيا في 1 أبريل/ نيسان عام 1997، وعلى الرغم من أن الحكومات الأجنبية لا تعترف بأوزوبيس كدولة رسمية، إلا أن الأمة الصغيرة أصبحت مصدر فخر لاحقًا، في فيلنيوس، وفي جميع أنحاء ليتوانيا، وفقًا لموقع “بي بي سي”.
وتنفصل أوزوبيس عن بقية فيلنيوس بواسطة جسر، يعتبر حدودًا غير رسمية للدولة، التي اتخذت نموذج يد مثقوبة علمًا لها، كإشارة إلى تحريم قبول الرشاوى، ويحتفل سكانها في 1 أبريل/نيسان من كل عام باستقلال دولتهم، ويلتزمون بدستورها الذي بدأ ككذبة أول نيسان، اخترعها مجموعة من الفنانين، قبل أن يؤخذ لاحقًا على محمل الجد، ويترجم إلى العديد من لغات العالم.
وأوضح توماس سيبايتسن وزير خارجية أوزبيس وأحد مؤسسيها، أن بلده ولد من رحم فلسفة أرسطو، التي تنص على أن البلد الجيد لا يمكن أن يكون به أكثر من 5000 مواطن، ليتمكن الجميع من تذكر وجوه بعضهم، بحيث يصعب الغش والتلاعب بالآخرين، وقال: “ما أن تعبر الجسر، حتى تصبح بعيدًا عن جنون الحياة العصرية، يمكنك التفكير هنا في هويتك من دون لعب دور اجتماعي، فأنت لا تنتمي سوى لنفسك”.
وقال كيستاس لوكوسكيناس، وزير السياحة في أوزوبيس: “يمكنك هنا أن تشعر بالسعادة والاسترخاء، لأنك تستطيع فعل ما ترغب به من دون أي قيود، مثل مقابلة المسؤولين في مجلس النواب، الذي تعتد إحدى الحانات مقرًا له، أو أي شخصية مشهورة، ولن تكون محتاجًا للبروتوكولات السائدة في الدول الأخرى، لأنها غير موجودة في أوزوبيس”.
وتنص المادة الثانية من دستور أوزوبيس، الذي ألفه سيبايتسن وروماس ليليكس، رئيس الجمهورية الجديدة، خلال 3 ساعات فقط عام 1998، على أن من حق كل مواطن الحصول على الماء الساخن، وقال سيبايتسن: “زارني ليليكس في ذلك الوقت، ولم يكن في بيته ماء ساخن، فقررنا كتابة فقرة عن الموضوع، كنا قد أسسنا جمهورية، ولم يكن ينقصها سوى دستور، لذلك جلسنا وكتبناه، بعد حصوله على حمام طبعًا”.
كما ينص دستور أوزوبيس الذي باركه بابا الفاتيكان خلال زيارته إلى دول البلطيق، على أشياء غريبة من بينها أن “لكل شخص الحق في فهم كل شيء، ولكل شخص الحق في عدم فهم أي شيء” ويضمن للأفراد حقهم في أن يكونوا كسالى، ويتضمن فقرات أيضًا عن الحيوانات الأليفة، مثل “يمتلك كل كلب الحق في أن يكون كلبًا”، و”لا يمكن إجبار القطة على حب مالكها”.