العالم يحتفل بعيد الميلاد
شهدت مدن العالم اعتباراً من مساء الإثنين انطلاق احتفالات عيد الميلاد، حيث تم نصب الأضواء وأشجار الميلاد في الساحات العامة والبيوت، مع بدء احتفالات الميلاد التي تقترن مع رأس السنة الميلادية.
وفي قداس الميلاد في الفاتيكان انتقد البابا فرنسيس “الجشع والشراهة” في يومنا هذا، ودعا الناس في عظة الميلاد إلى أن تكون “المشاركة والعطاء” جزءا من حياتهم بشكل أكبر.
وقال راعي 1,3 مليار كاثوليكي في العالم أمام آلاف المؤمنين في ساحة القديس بطرس “لقد أصبح الإنسان جشعا وشرها”. وقال البابا خلال قداس ليلة الميلاد إن مولد المسيح أشار إلى طريقة جديدة للعيش “لا تلتهم ولا تدّخر، بل شارك وأعط”. وحذّر بأنه “ينبغي علينا أن نتخطى قمة الأنانية وألا نسقط في الاستهلاك”. وسأل البابا “هل أحتاج فعلاً لأمور كثيرة ولوصفات مُعقدة لكي أعيش؟ هل يمكنني أن أتخلى عن العديد من الأمور الفائضة لأختار حياة أكثر بساطة؟”. والبابا الذي بلغ الـ82 من عمره بداية الشهر سوف يقدم رسالته السادسة إلى “المدينة والعالم” الثلاثاء بمناسبة عيد الميلاد أمام الحجاج المتجمعين في ساحة القديس بطرس.
وفي فلسطين احتشد آلاف المسيحيين القادمين من جميع أنحاء العالم الاثنين في مدينة بيت لحم لإحياء عيد الميلاد في قداس يتوقع أن يحضره هذا العام عدد أكبر من المشاركين، ووقف المؤمنون في طابور لزيارة مغارة المهد الصغيرة تحت الأرض، المكان الذي يعتقد أن السيد المسيح ولد فيه. وتجمعت الحشود عند شجرة الميلاد العملاقة بجانب الساحة وارتدى بعض الزوار قبعة “سانتا كلوز” (بابا نويل) وحمل آخرون بالونات فيما ارتفعت الأصوات بالتراتيل المسيحية باللغة العربية عبر مكبرات الصوت في الساحة.
وفي لبنان خلقت زينة الميلاد المنتشرة في الساحات والأماكن العامة بمختلف المناطق أجواء جميلة لجذب الزائرين وكسر الروتين المملّ للساحات العامة التي لا يهتم اللبنانيون بزيارتها إلا في هذه الفترة من العام، بهدف مشاهدة زينتها والتقاط الصور ذات الخلفيات الجميلة. وكما في الأعوام الماضية، ظلت شجرتا ميلاد مدينتَي بيروت وجبيل (شمال) الشجرتَين الأكثر شهرة بين أشجار العيد التي نُصبت في مختلف المناطق اللبنانية.
وفي الأردن زُيّنت بعض المدن بأشجار عيد الميلاد وانتشرت عشيّة هذه المناسبة قبّعات بابا نويل ولحاه البيضاء الاصطناعية وأغراض للزينة والتحف الملوّنة في الأسواق. تقول سحر مشارقة لـ”العربي الجديد”: “يأتي الميلاد المجيد حاملاً معه رسالة سلام ومحبّة من سيّدنا المسيح. وكالعادة، تصير بيوتنا أكثر دفئاً وبهجة، وتزيّن ساحاتنا”. تضيف أنّ “أصوات التراتيل والأجراس تمتزج بضحكات الأطفال في هذا العيد”.
وفي بريطانيا سجلت الملكة إليزابيث كلمة بمناسبة عيد الميلاد قالت فيها إن العالم في أحوج ما يكون إلى الإنصات لرسالة السلام وحسن النية التي يحملها هذا العيد، كما يتعين على الجميع تبادل الاحترام حتى إن كانت بينهم أشد الخلافات. وأشارت مقتطفات من الكلمة وزعها قصر بكنغهام اليوم الاثنين إلى أن الملكة البالغة من العمر 92 عاما تكلمت أيضا عن الأسرة والصداقة بعد عام تزوج خلاله حفيدها الأمير هاري من الممثلة ميغان ماركل المولودة في الولايات المتحدة.
وفي الولايات المتحدة، حضر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا ترامب قداس الميلاد في الكاتدرائية الوطنية في واشنطن في وقت تغلق فيه الإدارات الحكومية الفيدرالية أبوابها بسبب الخلاف بين ترامب والديمقراطيين على الميزانية.
وفي فرنسا ومع تزين المدن بحلة الميلاد أخذ محتجو حركة السترات الصفراء استرحة بالتزامن مع عيد الميلاد، لكن السلطات قالت إنها تلتزم”اليقظة” وتبدي “تصميما” على بسط النظام في مواجهة “تشدد” قسم من المحتجين. وقالت الرئاسة الفرنسية ردا على سؤال بشأن قلق محتمل في مواجهة غضب محتجي السترات الصفراء، وهي الحركة التي انطلقت في 17 نوفمبر/تشرين الثاني وتبقى في الأذهان حتى ولو خفت حدتها قبل الأعياد، إن “الحكومة والسلطة التنفيذية تلتزمان اليقظة”.
وتحتفل محطة الفضاء الدولية بدورها بأعياد الميلاد. ونشرت رائدة الفضاء الأميركية عن”ناسا”، آن ماكلين، صوراً ومقاطع من المحطة وهي تعيش أجواء الاحتفال، وتطارد القزم الصغير الذي تقول الأسطورة إنه يراقب تصرفات الصغار لتحديد الطيبين من المشاغبين.
ونشرت صورةً أولى كتبت عليها: “حسنًا، انظروا من حضر إلى محطة الفضاء! أعتقد أننا جميعاً يجب أن نكون طيبين الآن! آمل ألا يدخل في شيء مهم جداً بطرقه الخبيثة، سيتعين علينا أن ننتظر ونرى”.
ونشرت ماكلين لاحقاً مقطع فيديو تظهر فيه، هي وديفيد سان جاك من وكالة الفضاء الكندية، وهما يرتديان قبعتي سانتا ويقدمان التهاني بمناسبة الميلاد.