القصة الكاملة لمغربي برأته ألمانيا بعد سجنه في ثلاث دول 2من3
أبلغ المعتقل المغربي السابق محمد حاجب “عربي21″، أنه في نهاية المطاف لم يجد بدا من القبول بالقرار الألماني، والسفر إلى المغرب، لتبدأ رحلة جديدة وحكاية من نوع مختلف من التحقيق والاعتقال.
وقال: “أول ما وصلت إلى مطار الدار البيضاء بالمغرب، وجدت خمسة أشخاص بزي مدني من المخابرات المغربية ينتظرونني أسفل سلم الطائرة، وتم اختطافي وأركبوني سيارة أمنية تابعة للشرطة باتجاه قسم أمن المعاريف بالدار البيضاء، وكنت مُعصّب العينين ومُصفّد اليدين”.
وأضاف: “في الطريق إلى قسم الشرطة، تم ضربي بشدة، وقالوا إن ألمانيا هي من أخبرتهم بقدومي، وهي من طلبت اعتقالي”.
وأشار حاجب، وهو يتحدث بكثير من الحرقة، أنه “لا يعرف إلى حد الآن بأي تهمة تم اعتقاله”، وذكر أنه الآن بصدد رفع دعوى قضائية ضدّ الداخلية الألمانية في برلين.
وحول تجربته مع التحقيق والاعتقال في المغرب، قال حاجب: “عشت أياما عصيبة في مركز شرطة المعاريف، وتم تعذيبي ووضعي في غرفة متسخة جدا، وبعد ذلك، سألوني عن سبب ذهابي إلى باكستان، وأكدوا لي أنهم على علم بكل شيء، وأن ما علي إلا الاعتراف. فأخبرتهم بكل القصة وقلت لهم بأنني من جماعة الدعوة والتبليغ، ولم أفعل أي شيء مخالف للقوانين”.
وحول سبب اعتقاله قال: “قالوا لي بأن السلطات الألمانية أخبرتهم بأنني كنت في باكستان من أجل الجهاد، وأنني دخلت إلى أفغانستان من أجل قتال القوات الأمريكية. وأكدت لهم بأنني لم أدخل في حياتي إلى أفغانستان ولو مرة واحدة في حياتي ولا علاقة لي البتة مع أفغانستان”.
عشت أياما عصيبة في مركز شرطة المعاريف، وتم تعذيبي ووضعي في غرفة متسخة جدا،
وأكد حاجب، أن الشرطة المغربية لم تثبت له إطلاقا حتى أمام القضاء أي صلة بأفغانستان ولا بأي أعمال إرهابية، ولا يوجد شهود ولا أدلة عن اتهامات له، وقال: “هذا باعتراف السفارة الألمانية التي حضرت محاكمتي وكتبت تقريرا سريا عن ذلك”.
القضاء الألماني أنصفني
وذكر حاجب، أنه “رفع دعوى قضائية ضد الخارجية الألمانية، من أجل تمكينه من وثائق سرية أفادته في إثبات براءته في المغرب”.
وقال: “الحمد لله، القضاء الألماني انتصر لهذا الأمر أواخر سنة 2012، حتى 2015 تمكنت من الحصول على وثائق سرية وعلى فترات متفرقة، ومنها هذه الوثيقة، التي تؤكد أنه في جلسة المحاكمة لم تُقدّم أي أدلة، ولا وجود لشهود، وأن القاضي اعتمد على محضر الشرطة فقط”.
وحول طريقة التحقيق معه، قال حاجب: “مازلت أذكر كيف تم التحقيق معي في دهاليز الشرطة المغربية، عبر الترهيب والتعذيب والضرب على الأرجل، حتى أقول ما يريدونه، وقالوا لي إذا لم أقل بأنني كنت في الجهاد في أفغانستان وباكستان أقاتل، سيأخذون أمي وزوجتي إلى المعتقل السري في تمارة ويفعلون بهم الأفاعيل”.
وأضاف: “بقيت الأيام الأربعة الأولى من دون علم عائلتي التي بحثت في كل مراكز الأمن من دون أن يصلوا إلي، حتى تدخلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وصدر خبر في صحيفة محلية، بعدها اتصلت الشرطة بأسرتي وأخبرتهم بأنني عندهم”.
ولفت المعتقل المغربي، إلى أنه “توصل بعد عدة أشهر من اعتقاله في المغرب بمراسلة من مؤسسة ألمانية كانت مسؤولة عن الجنسية، تخبره بأنهم سيسحبون منه الجنسية، بسبب أنه كان مع جماعة الدعوة والتبليغ ولم يبلغهم بذلك قبل حصوله على الجنسية، وثانيا أنهم توصلوا يوم 19 شباط (فبراير) عام 2010، بمحضر الشرطة المغربية، أي بعد يوم واحد من اعتقاله، وهو محضر قال بأنه لم يطلع عليه ولم يوقع عليه”.
وأشار إلى أنه هو نفسه “محضر الشرطة المغربية الذي أمضى عليه من دون أن يعرف فحواه تحت الإكراه بعد 12 يوما، أوصلوه هم إلى الشرطة الألمانية بعد يوم واحد من اعتقاله”.
هذا المحضر يقول بأن محمد حاجب “اعترف فيه بأنه كان في باكستان، ودخل إلى أفغانستان، وأنه تعلم المتفجرات، وأنه تعلم الضرب بالكلاشينكوف”.
وأضاف: “أنا لم أقرأه كاملا حتى اليوم.. لأنه يتضمن أشياء مؤلمة حقيقة.. يؤلمني لأنه يحمل شيئا غير الحقيقة، وتزويرا للحقيقة حطم حياتي وحياة أبنائي، وحتى الآن مازلت أعاني من تبعات هذا الأمر”.
وأشار إلى أن “مستوى التعذيب تراجع بعد الأيام الأولى، وبقي الضرب بين فترة وأخرى”.
ولفت حاجب الانتباه إلى أن الشرطة هددته بأنه إذا لم يقل الكلام ذاته الذي أجبروه للتوقيع عليه، إلى قاضي التحقيق، أنهم سيعيدونني إلى أيام السجن الأولى”.
وقال: “في اليوم نفسه، خلال عشرين دقيقة، أنهيت لقائي مع قاضي التحقيق الذي أمر بإيداعي بسجن الزاكي بمدينة سلا، بعد أن تلا علي قاضي التحقيق الاتهامات السابقة، وهو ما نفيته جملة وتفصيلا، لكنه عاد وأكد لي بأن الشرطة لا يمكن أن تكذب علي”.
وعن السبب الذي جعل الشرطة في ألمانيا ثم في المغرب تتفق على اتهامه واعتقاله، قال حاجب: “عندما كنت في مدينة دوينسبيرغ الألمانية، كنت أتحرك في الدعوة، أدعو الشباب إلى الصلاة، فكان كثير من الشباب يأتون إلى المسجد، ربما يكون ذلك وراء انزعاج السلطات الألمانية مني، ويمكن وجود شيء آخر. ثم إنني كنت أعتقد أن السلطات الألمانية لم ترغب في إضاعة الوقت معي، وتصرف مصاريف كثيرة، على مراقبتي في ألمانيا، ولذلك فضلت ترحيلي إلى المغرب ليقوم بالواجب”.