العراق.. إضراب العشرات من طلبة المدارس بسبب المناهج
أضرب العشرات من طلبة المدارس، الأربعاء، في عدد من محافظات #العراق، احتجاجاً على المناهج الدراسية، مطالبين بمعالجتها.
وانتشرت دعوات الإضراب عن الدوام الرسمي للمدارس خلال يومي الأربعاء والخميس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تعبيراً عن رفض المناهج الدراسية الحالية التي لم يتناول تحديثها إلا الصور وموضوعات بسيطة لا تعتبر ذات أهمية، بحسب أولياء أمور الطلبة المحتجين.
وشهدت عدد من مدارس محافظات #بغداد وكركوك وكربلاء، إضراب الطلبة، وسط موجة استياء من واقع التعليم والمناهج الدراسية، ومطالب بمواكبة المستويات العلمية العالمية.
وكانت نقابة المعلمين في #العراق نأت بنفسها عن الارتباط بتلك الدعوات، مؤكدة أنها غير معنية بما سيحدث خلال يومي الأربعاء والخميس في المدارس. وقالت إنها لم تدع إلى إضراب عن الدوام، مشيرة إلى عدم إمكانية اتخاذ مثل هكذا قرار عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضحت النقابة في بيان أنها كانت لوّحت بالإضراب في حال عدم تحقيق مطالبها الخاصة بحقوق المدرسين والمعلمين في الحصول على قطع أراض وامتيازات أخرى.
وكانت مصادر محلية في عدد من المحافظات أفادت لـ”العربية.نت” أن الإضراب لم يوحد لغاية الآن في جميع المدارس، لكنه طبق في العديد منها بمحافظات كركوك وكربلاء ومدينة الصدر التابعة للعاصمة بغداد.
وتصاعدت حدة الاستياء من المناهج الدراسية بعد عجز أمير عبد المجيد، مدير التعليم في مديرية المناهج الدراسية في وزارة التربية، عن حل مسألة رياضية للصف الثاني الابتدائي، وخلال برنامج تلفزيوني بثته قناة الشرقية المحلية.
وعقب ذلك البرنامج، استعرت حدة المطالبات بمقاطعة الدوام المدرسي لأسباب سوء إدارة القطاع التعليمي والدوامات الثلاثية وغيرها.
ويشار إلى أنه لا تكاد تمر حكومة جديدة في العراق، منذ عام 2003 ولغاية اليوم، إلا وتشهد الكتب المدرسية تغييرات جذرية أو جزئية فيها، وفقاً لما يشتهي الوزير أو الغالبية النيابية.
وتكون التغييرات عادة ذات طبيعة سياسية أو دينية تتعلق بالتاريخ ومناهج التربية الإسلامية وحتى المناهج العلمية من الرياضيات والعلوم والفيزياء، واللغة الإنجليزية، ما يعني طباعة كتب جديدة تكلّف الدولة موازنة كبيرة، وإدراج معلومات مختلفة بالكامل تلقي بثقلها على أستاذ المادة والطالب نفسه وكذلك أولياء الأمور.
وزارة من دون وزير
ويشار إلى أن وزارة التربية دخلت في دائرة الصراع السياسي والمحاصصة، لتبقى الوزارة من دون وزير منذ نحو 56 يوما عقب تشكيل حكومة #عادلعبدالمهدي.
وانتهجت وزارة التربية العراقية منذ الحكومة الماضية تغيير المناهج الدراسية لكل عامين، ما اعتبره البعض يندرج ضمن نظام الصفقات الخاصة بطباعة الكتب.
وكان مصدر من وزارة التربية أشار إلى أن عقد تجهيز وطباعة الكتب المدرسية، تم تسليم الجزء الأكبر منه إلى السياسي مثنى السامرائي، وهو من المقربين من وزير التربية السابق، محمد إقبال الصيدلي.
وأوضح المصدر أن هناك اتفاقا مع الوزارة ولجنة المناهج الدراسية ومفاصلها وما أسماه الدولة العميقة، بتغيير المناهج باستمرار، مبيناً أن ذلك يؤدي إلى تأجيج الرأي العام ضدها، لتعاد طباعة الكتب من جديد بمنهج معتدل.
وبحسب وثيقة، فإن لجنة المناهج الدراسية أحالت 42 كتاباً فقط إلى الشركة العامة للمستلزمات التربوية من أصل 67 كتاباً طبعت في عام واحد.