صرخت “أنا حامل” ولم تنج .. هذا ما حدث مع صحافية تونسية تعرضت للاعتداء
صرخت “أنا حامل”، لكن ذلك لم يمنع المتظاهرين من الاعتداء عليها، هذا ما حدث مع الصحافية التونسية أميرة الرزقي، خلال احتجاجات المعلمين في العاصمة التونسية، وهو ما دفع نقابة الصحافيين لمقاضاة نقابة التعليم الثانوي والإعلان عن مقاطعة جميع الاحتجاجات التي ينظمها المعلمون.
وخلال تغطيتهم لتظاهرات نفذها آلاف المعلمين في العاصمة بعنوان “يوم الغضب” للمطالبة بزيادة أجورهم، تعرض عدد كبير من الصحافيين التونسيين إلى الاعتداء الجسدي واللفضي من قبل المحتجين.
وكان من بين من تعرضوا للاعتداء، المصورة الصحافية أميرة الرزقي (قناة الحوار التونسي)، والتي ندد عشرات الصحافيين التونسيين بالاعتداء عليها، وخاصة أنها تمارس عملها رغم كونها حاملا.
وحول الاعتداء الذي تعرضت له مع زميلها، قالت أميرة الرزقي لقناة الحوار التونسي “واكبنا المسيرة لاحتجاجية، وفي البداية كانت هناك مضايقات لفظية من المتظاهرين الذين رددوا بعضهم عبارات من قبيل “إعلام العار” التي اعتدنا عليها، وعندما وصلنا إلى شارع الحبيب بورقيبة، أردنا الحصول على تصريح من لسعد اليعقوبي، الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوني، فتقدم زميلي عبد السلام فرحات إلى المنصة أمام المسرح البلدي وطلب منه الإدلاء بتصريح”.
وأضافت “لكن اليعقوبي رفض قائلا: أنا لا أعطي تصريحا للحوار التونسي وبدأ يعنّف زميلي، وعندما رأيت زميلي يتعرض للاعتداء حاولت توثيق ذلك، لكن هذا الأمر استفزّهم وأرادوا كسر الكاميرا وعندم نجحت بإبعادها، قاموا بالاعتداء علي، وقلت لهم إني حامل لكن هذا لم يردعهم. وعندها قام زميلي عبد السلام بأخذ الكاميرا مني لتوثيق الاعتداء علي فحاولوا منعه مرديين عبارات وشتائم ضدنا، ونجحنا أخيرا من الفرار من المحتجين بمساعدة بعض الزملاء الصحافيين، وقام بعض عناصر الأمن بتوفير الحماية لنا”.
والقناة تتجه لمقاضاة المعتدين
قناة الحوار التونسي أعلنت عزمها تقديم شكوى قضائية ضد المعلمين الذي اعتدوا لفظيا وجسديا على الصحافيين العاملين لديها، أميرة الرزقي وعبد السلام فرحات، معتبرة أن الاعتداءات التي تعرضا لها “تهدد حرية الصحافة والتعبير خاصة وأن الاعتداءات طالت زميلة وهي حامل”.
وأشارت في بيان أصدرته الأربعاء إلى أنها “تحتفظ بحقها في تتبع المعتدين بكافة السبل القانونية المتاحة خاصة وأن القناة لديها أدلة قطعية تثبت الاعتداء صوتا وصورة”.
ونقابة الصحافيين تهاجم نقابة التعليم الثانوي
وأصدرت نقابة الصحافيين التونسيين بيانا نددت فيه بالاعتداءات التي طالت 12 صحافيا من وسائل إعلام مختلفة، من قبل المعلمين المتظاهرين، ودعت النّيابة العمومية لحماية الصحافيين طبقا للقوانين الدولية والاتفاقيات المصادقة عليها الدولة التونسية.
كما أشارت إلى أنها “تحتفظ بحقّها في تتبعِ كل من ستثبتُ التسجيلات تورّطه في الاعتداء بالعنف المادّي والمعنوي على الصحفيّين طبقًا للتشريعات الجارية بها العمل. وتحمل الجامعة العامة للتعليم الثانوي مسؤولية تأطير منظوريها”، داعية الصحافيين التونسيين إلى مقاطعة جميع الاحتجاجات التي ينفذها المعلمون مستقبلا.
ونقابة التعليم تنفي وقوع اعتداءات
لكن نقابة التعليم الثانوي اتهمت، في بيان أصدرته الخميس، الصحافيين بـ”افتعال” مشاكل مع المعلمين المحتجين، نافية وقوع أي اعتداء على الصحافية أميرة الرقي وزميلها، مشيرة إلى أن المتظاهرين” تعاطفوا” معها تقديرا لحالته الصحية وأمنوا لها طريق الخروج من الزحام حرصا على سلامتها “في حين واصل زميلها دفع المدرسين والصراخ، محاولا استفزازهم وتصوير المشهد على أنه اعتداء”.
كما اقترحت على نقابة الصحافيين تشكيل لجنة مشتركة للتحقيق فيما حدث يوم الأربعاء، وفي جميع الوقفات الاحتجاجية التي نفّها المعلمون التونسيون، و”إصدار تقرير مشترك للرأي العام، حفاظا على علاقة نضالية تاريخية بين القطاعين”.
وهذا الاعتداء الثاني خلال أسبوع
وتأتي حادثة الاعتداء على أميرة وزملائها بعد حوالي أسبوع من اعتداء مماثل نفذه معلمون محتجون ضد فريق عمل قناة “الزيتونة” في مدينة صفاقس (جنوب شرق)، حيث قام أحدهم بالاعتداء على الصحافية شيماء الوسلاتي وتحطيم كاميراتها، وهو ما دفع عدد من الصحافيين التونسيين لتنظيم وقفة احتجاجية أمام المحكمة الابتدائية في صفاقس، مطالبية بمحاكمة المعتدين على زملائهم.
فيما قدّم لسعد اليعقوبي، الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوني “اعتذاره” إلى جميع الصحافيين التونسيين الذين تعرضوا للاعتداء. لكنه انتقد – بالمقابل – بعض القنوات المحلية الخاصة التي قال إنها تحوّلت لـ”أبواق تشوّه نضالات المعلمين”، منتقدا تعاطيها مع الاحتجاجات التي قاموا بها مؤخرا.