هكذا تمارس اليوغا وتتمتع بفوائدها بدون مدرب
يعتقد البعض بالخطأ أن ممارسة اليوغا تتطلب الكثير من الجهد البدني والحركات المعقدة والانبطاح بطرق تتوافق مع توازنات تتحدى الجاذبية. في الواقع، إن كتاب قواعد اليوغا Sutras، وهو تجميع لمخطوطات ونصوص ورسوم يصل عمرها إلى ألفي عام يجمع تعاليم اليوغا، ولا يتطرق في أي منها إلى ممارسات لياقة بدنية.
سوترا
وعلى العكس، تشرح السوترا أن هدف اليوغا هو تهدئة العقل من أجل عيش حياة صحية وهادفة تملؤها البهجة. بطبيعة الحال، ربما يكون من الصعب تهدئة ثرثرة العقل، لذا فإن السوترا تقدم أيضًا نصائح لكيفية القيام بذلك. وفيما يلي يستعرض موقع “aarp”، المعني بتقديم نصائح صحية لأرباب المعاشات والمتقاعدين في الولايات المتحدة، 3 تطبيقات لليوغا تتوافق مع أسلوب الحياة الحديثة نقلا عن كتاب ” دليل إلى حكمة اليوغا”، الذي شارك كيلي دي ناردو في تأليفه، ويتضمن فصولا كاملة عن كيفية الاستفادة من اليوغا في الحياة اليومية دون الحاجة إلى الانضمام لمراكز تدريب متخصصة، فيما يلي:
- عقد النية
يساعد التركيز على نقطة أو فكرة واحدة على إيجاد السهولة والثبات خلال اللحظات الأكثر ضبابية، جسديا أو عقليا. ويساعد تحديد النيات في بداية اليوم على تنمية نقطة التركيز. ويؤدي ذلك إلى استعادة الذهن ونقاء السريرة في لحظات إذا تعرض الشخص إلى صراع أو ضيق.
ولتحديد أو عقد النية، يجب إدراج 3 إلى 5 أهداف يتم العمل عليها.
- تقوية التفكير الإيجابي
يجب اختيار المكان الذي يوجه إليه الانتباه. على سبيل المثال، إذا كنت في مكان العمل تعد تقريرًا، ويمر بك أحد الزملاء ويلقى عليك سؤالا، فيمكنك توجيه انتباهك إلى زميلك في العمل والإجابة عن سؤاله. وعند الانتهاء، يمكنك اختيار الرجوع إلى تقريرك أو أخذ استراحة أو مراجعة البريد الإلكتروني، وهذا يعني أنك تتحكم في موضع اهتمامك.
وبالتالي يمكن استخدام التحكم بالأفكار أو موضع الاهتمام لتحقيق فوائد كثيرة. فعندما يكون الشخص عالقا في السلبية أو الغضب، يمكنه توجيه انتباهه إلى العكس أي إلى فكرة أكثر إيجابية. لا يمكن منع الأفكار السلبية؛ ولكن يمكن استبدالها بشيء آخر. على سبيل المثال، إذا قيل لك ألا تفكر في دب أبيض، فمن المحتمل أنك لن تتخيل أي شيء آخر، حيث تحتاج إلى استبدال صورة الدب الأبيض بشيء آخر. ولكن إذا ظلت صورة الدب الأبيض تسيطر على رأسك، فلك أن تتخيل كلبًا أخضر اللون، وفى النهاية سوف تكون قادرا على تجنب صورة الدب الأبيض غير المرغوب فيها. وبنفس الطريقة، فإنه لا يمكن التخلص من الأفكار السلبية، ولكن يمكن استبدالها بأخرى إيجابية.
وينصح خبراء اليوغا باستبدال الغضب بالحب والحنان، والعنف بالسلام، والجحود بالامتنان، والحزن بالسعادة، والخوف بالثقة، والسلبي بالإيجابي.
ويجب في المقام الأول أن يولي الشخص اهتماما لما يشعر به.
- تحسين أسلوب التنفس
ينصح الخبراء بترقب طريقة التنفس عندما يكون الأشخاص سعداء أو حالة استرخاء أو غاضبين، أو يشعرون بالإجهاد. ويوضح الخبراء أنه عندما يكون الشخص سعيدا أو في حالة استرخاء تصبح أنفاسه طويلة وسلسة. وعندما يكون غاضبا تتسارع أنفاسه القصيرة. ويضعف التنفس في بعض حالات الخوف أو الشرود.
وفي اليوغا، يتم استخدام “براناياما” pranayama، أي عمل تنظيم للتنفس من أجل تركيز الأفكار والانتباه. يتبع العقل إيقاع التنفس عندما يكون سهل وثابت، مما يمنح العقل الفرصة للاسترخاء والتركيز. ويمكن تنظيم التنفس ببساطة من خلال إطالة الزفير حتى عدد قليل يصل إلى 5 ثوان أطول من الشهيق. وتساعد هذه الطريقة على تحفيز العصب المبهم، أو ما يعرف بالعصب المتعرج الذي يمتد من الرقبة عبر الحجاب الحاجز، لتهدئة الجهاز العصبي. وينخفض معدل نبضات القلب، وبالتالي ينخفض ضغط الدم وبالتبعية تسترخي الأوعية الدموية مما يمنح كامل الجسم شعور بالراحة والهدوء.