أجرت فحصاً للزواج لتكتشف إصابتها بالسرطان
شابات كثيرات أصبن بمرض السرطان، واستطعن مواجهته بقوة وصبر وإصرار على الشفاء. وهناك من أكدن على أنه الزائر غير المرغوب فيه، وتعاملن معه على أنه الزائر الذي لا بد من التخلص منه. نعم، تخصلن منه حقاً بالإيمان والصبر وحب الحياة، إلا أن ذلك كله لا ينفي لحظات الاكتئاب والضعف، التي اعترتهن خلال تلقيهن جرعات الكيماوي. وتجدر الإشارة إلى أهمية الفحص المبكر للنساء، وبخاصة أن من أصبن بالمرض لقين اهتماماً كبيراً من قبل المراكز الصحية والكوادر الطبية التي أشرفت على علاجهن، بتقديم الخدمات العلاجية المتطورة لهن، الأمر الذي كان له الأثر الكبير في إنجاح العلاج بنسب عالية.
تفوق
وتعد الشابة «هند» 18 عاماً، والتي شيع جثمانها مؤخراً إلى مثواها الأخير، مثالاً جميلاً وناضجاً لحب الحياة والإقبال عليها بشغف، لاسيما بعد انتهائها من دراسة المرحلة الثانوية بتفوق، وعزمها على الالتحاق بجامعة الإمارات والتخصص في مجال الهندسة. وتضاعفت فرحتها حينما تقدم لها أحد المقربين من عائلتها يطلب يدها للزواج، لاسيما وأنه شاب يعمل في وظيفة مرموقة، ويشهد له الجميع بدماثة أخلاقه وسمعته الطيبة وحبه لمساعدة الناس، إضافة إلى أنه يخصص جزءاً من وقته في المشاركة في الأعمال التطوعية والإنسانية.
وعلى الرغم من الآلام التي كانت تعتري الشابة «هند» بين حين وآخر في منطقة الثدي، إلا أنها تجاهلت ذلك بتناول بعض المسكنات والتي بمجرد أن ينتهي مفعولها تراودها الآلام مرة أخرى. وكل ذلك لم يمنعها من الموافقة على الشاب «علي»، وتم الإعلان عن خطبتهما من خلال حفل جمع العائلتين، ليتم بعدها تحديد موعد قريب لعقد القران والاستعداد لحفل رسمي آخر.
الفاجعة
وفي صباح أحد الأيام استعدت «هند» للتوجه برفقة والدها لأحد المراكز الصحية لإجراء فحص الزواج، لتكون النتيجة صادمة وسلبية ليس عليها فقط وإنما على خطيبها وجميع أفراد عائلتها بلا استثناء وهو إصابتها بسرطان الثدي الذي لم تكتشفه مبكراً، لتبدأ رحلة علاجها مباشرة.
ووقفت أسرتها وخطيبها إلى جانبها، ولم يشعروها إطلاقاً بأنها مريضة، بل كان خطيبها ينصحها بضرورة تعاملها مع المرض بروح معنوية مرتفعة، وعدم فقدان الأمل. ويحثها على عدم إهمال العلاج والاستسلام للمرض واليأس، لأن هذا يؤثر تأثيراً سلبياً في تأخر العلاج. وفي النهاية استسلم جسدها الغض لجرعات الكيماوي لتفارق الحياة وقد انتصر السرطان عليها.