من هو “الدراج” أو “تشي غيفارا” الأردني الذي شغل الناس والحكومة؟
لم يتردد اسم في وقت قصير وبجميع الاوساط مثل اسم “الدراج” او راكب الدراجة الأردني مصطفى شومان الذي تحول فجأة وبعد مداخلة ساخنة له امام رئيس الوزراء قبل ثلاثة ايام إلى نجم إعلامي وشعبي يتحدث عنه الجميع سلبا وايجابا عبر منصات التواصل الاجتماعي.
جهة ما قررت الكشف عن معلومات تخص الشاب شومان، حيث اعد له ومن اجله ولنفي صفة الحراك عنه، ولتبديد رواية تعاطفه مع المهمشين والفقراء والمسحوقين، نشر مقطع فيديو خاص تضمن صور ملونة له وهو يمتطي دراجات نارية مرتفعة السعر ، اضافة الى صور لأصدقاء مترفين له ومن بينها لقطات في مطاعم ومنشآت سياحية.
كما نشرت ايضا للشاب طويل القامة صورة على حصان يمشي على شاطئ بحري واخرى برفقة فتيات جميلات.
وتم نشر مقطع الفيديو المشار اليه على وسائط التواصل الاجتماعي تحت بند بلاغ للشعب الأردني لكشف حقيقة ممثل الحراك شومان وبعنوان سؤال يقول ” من هو تشي جيفارا الأردنيين “؟.
حتى وزيرة الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات انتقدت علنا وفي مؤتمر صحافي المذكور، معتبرة ان الصراخ تحت عناوين الحراك الشعبي ليس سلوكا حضاريا.
وكانت الوزيرة غنيمات تقصد شومان تحديدا وهي تقول بانه ليس من أخلاق الاردنيين مخاطبة رئيس الحكومة بمفردات مثل” يا عمر أو يا رزاز ” .
وكان الحراكي المشار اليه او راكب الدراجات غالية الثمن، قد ارتفع صوته في أروقة رئاسة الوزراء عندما استدعي مع آخرين لحوار قرره الرئيس الرزاز.
وقبل بدء الحوار تردد ان شومان اشتبك مع الوزيرة غنيمات عندما طلبت من الحضور عدم استخدام الهواتف الذكية للبث المباشر وشوهد الرجل يصرخ في اروقة الوزراء مهددا بالمغادرة إذا لم يسمح له وللآخرين بتصوير الحوار وبثه على الهواء.
وبدأت قصة الحراكي الشاب عندما سمح له رئيس الحكومة بالتحدث علنا فخاطبه بدون ألقاب ثم دافع مع حملة “معناش” وقال بان الشعب الأردني جراء الحاجة والفساد كفر بكل شيء.
وتقدم شومان هنا بمداخلة حادة مرتفعة السقف، سرعان ما حولته الى نجم شعبي بعدما تسابق مئات الاردنيين لإعلانه ممثلا لهم.
حصل ذلك بطبيعة الحال قبل ظهور مقاطع فيديو ومداخلات مصورة لشومان الشاب يقترح فيها تعيينه وزيرا للتنمية الاجتماعية وقبل تبادل عاصف وعنيف للصور، التي يظهر فيها ممتطيا دراجة نارية تقترب قيمتها من 80 ألف دولار حسب أعضاء في البرلمان.
لاحقا ايضا تم تعميم صور للرجل وهو يرتدي البسة جلدية على طريقة الدراجين الأمريكيين مع عصبة على الرأس ثم يمتطي خيلا وفي احدى الصور يستعرض بسلاحين رشاشين .
وازاء هذا المشهد،انقلب حراكيون بالجملة وهاجم المتدينون منهم شومان باعتباره تجاوز قواعد الشريعة وهو يتحدث عن وصول الشعب الأردني الى حد الكفر .
وفي غضون ذلك ظهرت لأول مرة السترات الصفراء مع احتجاج شبابي شمالي البلاد ،وفي مدينة أربد تحديدا، تخلله حرق اطارات ووضع حجارة في الشارع العام مع هتافات تطالب بإسقاط النهج الاقتصادي .
وكانت تلك عمليا اول محاولة لتقليد الاحتجاجات الفرنسية.