السعودية

خبراء يفسِّرون ظاهرة الجثث “المرمية” على الطرق العامة

واصلت شرطة منطقة حائل تحقيقاتها، لفك لغز العثور على جثة بمحافظة “الحائط”، اليوم الثلاثاء، ملقاة على رصيف شارع ومصابة بطلق ناري، ومنذ ثلاثة أسابيع، عثرت شرطة منطقة عسير على جثة مربوطة في سرير وسط الطريق العام، وأثار العثور على هذه الجثث “المرمية” بجوار الطريق في عدة أماكن بالمملكة، جدلًا واسعًا بشأنها، كما أثارت الفزع والقلق في قلوب الأهالي

وناقشت “عاجل” تلك الظاهرة، في محاولة للوصول إلى تفسير لها ولأسبابها، وفي البداية، قال الخبير الأمني اللواء أحمد الفيفي، إن “وسائل الإعلام الرسمية تحدثت عن وجود جثث على الطرق في عدة أماكن وفي أوقات مختلفة في المنطقة الجنوبية، وهذه الجثث تعود إلى أشخاص مجهولي الهوية من الجاليات الإفريقية”.

وتابع قائلًا: “في السابق كان يتم العثور على مثل هذه الجثث في الأماكن المهجورة أو في الأودية أو القفار التي يسهل على المجهولين التخفي فيها عن رجال الأمن، وحتى عن المواطنين الذين يخشون من أن يبلغوا الجهات الأمنية بالمواقع التي يتواجدون فيها”.

وأشار إلى أن وضع الجثث على قارعة الطرق العامة، له عدة احتمالات، من بينها: خوف القتللة المجهولين من أن توجد جثة المتوفى في موقع مهجور، سوف يدفع رجال الأمن عقب الثور عليها بالبحث والتحري عن الأماكن القريبة التي يسكنها أو يرتادها مرتكبو الجريمة، وبالتالي تنكشف تلك المواقع للأمن، والتي قد تكون مواقع لصناعة الخمور أو من الصعب على المواطن العادي أو رجل الأمن الوصول إليها.

ومن المحتمل- أيضًا- أن تكون تلك الجثة لشخص محسوب على جماعة من المجهولين أو المتسللين، وقد يتم إبلاغ أهله بمن قتله، ويحصل الثأر مستقبلًا عند عودتهم إلى بلدانهم الأصلية، وبوضع جثته على قارعة الطريق وتسفيرها إلى بلده الأصلي، يتم الادعاء هناك بأن من قتله إما رجال الأمن أو شخص مجهول، وبالتالي تنتفي التهمة عن القاتل الحقيقي.

كما أن هناك احتمال ضعيف بأن تلك الجثة تعود لشخص تهجم على منزل أو مال مواطن، فقام بقتله دفاعًا عن نفسه، ورغب في التخلص من جثته بعيدًا عن موقع الجريمة.

وأشار الخبير الأمني “الفيفي” إلى أن هناك احتمالا آخر أن القتل وقع بسبب خلافات مالية، فالمهربيو يختلفون في العادة حول تقاسم الثمن أو أجرة إيصال مواد التهريب، ويحدث أحيانا التهديد بإبلاغ السلطات الأمنية كنوع من الانتقام أو الابتزاز.

وتابع، أنه يتمنى من رجال الأمن والمواطنين القريبين من مسرح الجريمة، التعاون وبذل أقصى جهد لفك هذا اللغز، وتقديم الجاني للعدالة، حتى لا يزيد عدد القتلى.

من جانبه، بين الإخصائي الاجتماعي “خالد حسن آل سليم”، الأثر الاجتماعي لمثل هذه الجرائم، قائلا “لاشك أن جريمة القتل وإزهاق الأنفس من أقبح وأشنع الجرائم التي يرتكبها الإنسان، ولا يتم الإقبال على ارتكاب هذه الجريمة الشنيعة بإصرار وتعمد، إلا بعد أن يكون الجاني قد تخلص من جميع معاني الرحمة والإنسانية”.

وتابع: إن تداول مثل هذه الجرائم عبر وسائل الإعلام، تثير القلق علدى المواطنين، لاسيما وأنهم في مراحل عمرية مختلفة فمنهم الكبار والصغار والأطفال والنساء، فما بالك بأن يتم القتل بهذه الوحشية ثم يربط القتيل ويلقى به على الطرق العامة، والأكثر إثارة في الأمر أن القتلى هم من جالية وجنسية واحدة، وقتلوا وتم التخلص من جثثهم بنفس الطريقة.

ولعل أحد الأسباب الرئيسة قد تعود إلى تصفية حسابات شخصية بينهم، لاسيما وأنهم احترفوا مهنة بيع الخمور والمخدرات؛ لذلك جريمة القتل عندهم هي الوسيلة الوحيدة للتعامل فيما بينهم وتصفية الحسابات.

وأضاف الإخصائي الاجتماعي “آل سليم” أنه بالنسبة لوضع الجثة مكبلة على قارعة الطريق في أوقات متأخرة من الليل، فهي بصمة واضحة ورسالة مبطنة قد تكون متبادلة بين تلك العصابات، كما أنها تدل على عدم المبالاة، أو رغبة من القاتل في إثارة الإعلام ونشر الفزع والرعب بين الأهالي، لذلك يجب على الإعلام التكتم وعدم نشر صور الجثث، كما يجب على المواطنين عدم تداول مثل هذه المقاطع في وسائل التواصل الاجتماعي، حتى لايصل القاتل لمبتغاه، كما أنه يجب على كل من يشاهد مثل هذه الحالات، إبلاغ الجهات الأمنية.

وقالت الإخصائية النفسية “سمية إبراهيم” إن رؤية الدماء والجثث والقتل بشكل مستمر، سواء من قبل الإطفال أو الكبار، وبحسب دراسات عديدة، ثبت بأنها تؤثر في نوعية من الناس التي لديها حساسية انفعالية، فقد تكون لديهم ردة فعل مباشرة أو غير مباشرة وهي الأخطر، وتتمثل بالخوف والإحباط والكآبة والقلق، واضطرابات النوم، والشعور بعدم الأمان.

وأكدت أن كثره مشاهدة مثل تلك الحوادث تؤدي إلى اعتياد الناس على العنف والمشاهد الدموية، ويصبح مع الوقت رؤية القتلى والدماء أمرًا اعتياديًا لدى افراد المجتمع بأنواعه، بل قد يتحول الأمر إلى إدمان ورغبة في مشاهدة المزيد، وقد تصل الى حد الاستمتاع بها، وتغير من سلوك من يشاهدها فيصبح سلوكه عنيفا وقاسيا، ويموت لديه الشعور بالاحساس أو تانيب الضمير.

يذكر، أنه تم العثور على عدة جثث في عدة أماكن جنوب المملكة بجوار الطرقن ومنها حثة مربوطة في سرير وسط طريق، وأعلنت الجهات الأمنية بعدها أنها لمتسلل إفريقي.

المصدر
عاجل
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى